بدأت هواجس حرائق الغابات والأحراش تسيطر على قاطني القرى والمناطق الجبلية بولاية بومرداس، خاصة منهم الفلاحين الناشطين في مجالات تربية النحل وإنتاج الزيتون وبعض الأشجار المثمرة المتخوفين من تكرار سيناريو السنة الماضية وما قبلها لسنة 2012 التي التهمت فيه الحرائق مساحات واسعة تعدت ألفين هكتار.. تحولت ظاهرة الحرائق بولاية بومرداس إلى إشكالية حقيقية بالنظر إلى حجم الخسائر السنوية التي تحدثها في المحاصيل الزراعية والثروة الغابية وأعلاف الحيوانات وبأكثر حدة في المناطق الريفية الجبلية التي تنتشر بها المساحات الغابية من أشجار وأحراش، حيث كانت تجربة السنة الماضية وما قبلها كارثية على هذه المناطق بحسب إحصائيات الحماية المدنية ومحافظة الغابات للولاية التي سجلت إتلاف أزيد من 1049 هكتار منها 235 هكتار حرائق الأدغال، 69 هكتارا من الغابات، 761 هكتار من الأعشاب، 24 هكتارا محاصيل زراعية، إتلاف 3306 شجرة مثمرة و7150 حزمة تبن مخصصة كأعلاف للحيوانات. أمام اتساع الظاهرة وتكرارها كل صائفة، سطرت محافظة الغابات لولاية بومرداس بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ومختلف اللجان المختصة على مستوى الدوائر والبلديات الريفية الجبلية 17، برنامجا وقائيا خاصا لتجنب حالات الحرائق بالتعاون مع المواطنين والفلاحين القاطنين بهذه المناطق المعرضة سنويا للكوارث واطلاعهم على مختلف إجراءات التدخل للتقليل من الخسائر المسجلة . لم تعد الخسائر تقتصر على القطاع الغابي والغطاء النباتي، بل إمتد ليمس أيضا المحاصيل الزراعية خاصة مساحات الزيتون التي خسرت السنة الماضية 140 هكتار على مستوى بلديات عمال، الثنية، بني عمران، سوق الحد وغيرها، إضافة إلى الأضرار الكبيرة أيضا التي تتعرض لها الأشجار المثمرة ومساحات الكروم جراء الحرارة المرتفعة التي تسبب كل سنة خسائر كبيرة في المحاصيل خاصة في المناطق الفلاحية غير المسقية المنتشرة ببلديات الولاية ونفس المعاناة يعيشها الناشطون في شعبة تربية النحل التي تتكبد خسائر معتبرة سنويا.