تسببت الحرائق المهولة التي ضربت عدد من بلديات بومرداس في إتلاف أزيد من 400 هكتار من الأحراش والأدغال وأجزاء من المساحات الغابية والأشجار في ظرف ساعات قليلة من ليلة الجمعة إلى السبت الماضية حسب حصيلة أولية لمديرية الغابات، فيما كانت مصالح الحماية المدنية قدرتها بأزيد من 90 هكتار. عاش سكان بلديات بني عمران، تيجلابين والثنية حالة من الهلع والخوف انتابتهم من جراء الحرائق التي مسّت عدد من المناطق الجبلية والأحراش في حادثة لم يعهدوها منذ سنوات خاصة وأنها كانت قريبة جدا من التجمعات العمرانية والقرى بسبب قوة السنة اللهب والرياح التي ساعدت على الانتشار السريع للحرائق التي امتدت لتمس بلديات أخرى على غرار تيمزريت، شعبة العامر وأجزاء من برج منايل. وقد عادت ظاهرة الحرائق لتخلق هواجس جديدة لدى الفلاحين الناشطين بالقرى الجبلية خاصة المشتغلين منهم في تربية النحل، زراعة أشجار الزيتون وحي الأشجار المثمرة التي تهدّدها الحرائق وتتسبب في خسائر كبيرة وبالتالي تزيد من متاعب وصعوبات تجسيد برامج التنمية الريفية لهذه المناطق المبنية أساسا على سياسية تشجيع الأنشطة الزراعية المتخصصة التي تتماشى وخصوصية البيئة المحلية، كما عبّر عدد من الفلاحين الناشطين في حقول الكروم عن تخوفهم من تأثير الحرارة والرياح الساخنة على محصولهم من العنب الذي اقترب موعد بداية حملة الجني الفصلية. وأمام هذه التخوفات والهواجس التي أبداها بعض الفلاحين المستهدفين بالدرجة الأولى من الخسائر المحتملة للحرائق، تبقى عملية التجند واليقضة المتواصلة مطلوبة لدى الجميع لتجنب كوارث محتملة قد تصيب المحاصيل الزراعية في الصميم، ونفس الأمر بالنسبة للجانب البيئي المتضرر الأكبر من الظاهرة، كما تشكل الحملات التحسيسية والاعلامية مهمة أساسية لتوعية المواطنين بمخاطر هذه الآفة.