أعلن رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس عن انطلاق المكتبة الرقمية المغاربية التي أنجزت في إطار مذكرة التفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة البحث والتنمية المدنية الأمريكية وفقا لاتفاق تعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا المبرم بين البلدين في 2006. وتعبر هذه المبادرة حسب ما أوضحه رشيد حراوبية في كلمة له على هامش تدشين المكتبة عن رغبة القطاع في تحسين فرص الحصول على المحتويات العلمية واستخدامها عبر تطوير المكتبة الجزائرية الرقمية للعلوم والتي تأتي لتعزيز المجهودات المبذولة في مجال التوثيق وعلى رأسها النظام الوطني للتوثيق عبر الخط الذي يسمح بالوصول إلى أزيد من 15ألف مرجع يفيد الباحثين الجزائريين والطلبة. وأكد حراوبية أن النظام الوطني للتوثيق هو نظام عملي يضم كل مجالات البحث العلمي ويستفيد منه87 معهدا في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ويوضع في خدمة الباحثين الجامعيين والطلبة ما بعد التدرج. وتتخلل هذه العملية حسب ذات المسؤول تنظيم ورشات لتأهيل مستخدمي الخدمة الرقمية عن طريق دورات تدريبية وزيادة الآثار الايجابية للمكتبة الرقمية للعلوم في الجزائر وتكثيف تبادل المعارف. وأشار حراوبية الى أن المكتبة الرقمية المغاربية ستعزز التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجالي العلوم والتكنولوجيات وترفع من نوعية التعليم وسبل البحث العلمي داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة تغيير الذهنيات وتكييف الباحثين الجزائريين مع المعطيات الجديدة في هذا المجال. وتلعب المكتبة الرقمية للعلوم حسب توضيحات الوزير دورا هاما في دعم العلاقات المستدامة بين الأوساط العلمية الجزائريةوالأمريكية، حيث تعطي هذه الخطوة العلمية فرصة للباحثين الجزائريين من تنويع مصادرهم العلمية وتوسيعها في مختلف المجالات. كما تسمح للمواطن الجزائري التحكم في التكنولوجيات الجديدة أكثر. وتهدف الخطوة التي اعتبرها حراوبية ثمرة أولى للتعاون بين الوزارة ومؤسسة البحث والتنمية المدنية الأمريكية إلى إثراء المخزون الوثائقي من خلال إدماج الوسائط الرقمية مساهمة بشكل كبير في انفتاح الجامعة الجزائرية على مختلف المجالات العلمية من خلال إرساء شراكات متعددة. واعتبر حراوبية أن الإعلان عن دخول المكتبة الرقمية حيز التنفيذ قبل الآجال المحددة لها في وقت سابق، هو دليل على إلتزام مشترك من أجل تطوير البحث العلمي وتعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين وبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بدوره أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر السيد بيرس دافيد أن الجامعة الرقمية تندرج ضمن الإرادة التي أبداها الرئيس الأمريكي لإعادة ربط العلاقات مع العالم العربي في مجالات أساسية مرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا والتربية والصحة، وهي تعكس أيضا التزام كاتبة الدولة للخارجية السيدة كلينتون في إرساء تصور جديد تجاه المجتمعات الإسلامية عبر العالم. وقدم ممثل الحكومة الأمريكية بعد أن أكد على ضرورة العمل مع الجزائر من أجل تعزيز التعاون في هذه المجالات ودعم الحكومة الجزائرية بغية ضمان عنصر التنافسية لدى الباحثين، محاور البرنامج الخاص بالتعاون الثنائي، أهمها إعادة بعث البرنامج الخاص بخريطة خليج الجزائر، ومبادرة برنامج «تيك وومن» التي يشرع فيها بدءا من صيف 2011. ومن شأن هذه المبادرة المساهمة في تطوير وترقية الأجيال القادمة من النساء الرائدات في مجالات العلوم والتكنولوجية لحياة مهنية ناجحة. وأعلن بيرس عن فتح باب الترشح لمنحة فولبرايت فيزيتينغ سكولرس للعلوم والتكنولوجيا مما سيتيح للباحثين الجزائريين الاستفادة من تربص لمدة ثلاثة أشهر بإحدى الجامعات الأمريكية. وفي إطار تشجيع الباحثين على نشر أعمالهم والعمل على دعم وجود تلك البحوث على الصعيد الدولي، تخلل هذا التجمع حفل توزيع الجوائز على الفائزين بجائزة طومسون رويتيرز العلمية، وهي جائزة تخص ثلاثة مجالات علمية، العلوم والعلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية، وتسلم لذوي اكبر عدد من المنشورات لسنتي 2009 و2010.