يسجل الفيلم الوثائقي حضورا قويا في مهرجان وهران السينمائي والذي يستمر حتى 31 جويلية الجاري، حيث تشارك الجزائر ب5 أفلام هي «على أثار المحتشدات» لسعيد عولمي و»معركة الجزائر فيلم في التاريخ» لمالك بن سماعيل، و»ذكرى في المنفى» لمختار كربوعة، و»كباش ورجال» لكريم صياد، و»قصة فيلم معركة الجزائر» لسليم هقار. وقد سجلت «الشعب» إقبالا كبيرا على عروض الأفلام التي تتناول أحداثا وقضايا تاريخية من منظور سينمائي، وهذا ما يفسر الحضور القيّم للمجاهدين وكبار السن، حاملين الرايات الوطنية وصور الشهداء، خانعين بنظراتهم أمام الشاشة العملاقة المنصوبة بسينما المغرب، يتابعون الفيلم الوثائقي «معركة الجزائر.. فيلم في التاريخ»، لمخرجه مالك بن اسماعيل الذي اعتبره الكثير مرجعا لمنتجي الأفلام الوثائقية ومادة تاريخية هامة. تنافس فيلمين وثائقيين بنفس الموضوع يثير الجدل أثارت فكرة الفيلم وتصويره الدقيق لظروف إنجاز الفيلم التاريخي «معركة الجزائر الذي أخرج بالأبيض والأسود سنة 1966 من طرف المخرج «جيلو بونتيكورفو»، وصُنّف من أفضل 50 فيلما تاريخيا عبر كل العصور، إعجاب الجميع، رغم الحضور الباهت بسبب تغيير توقيت عرضه بتاريخ 27 جويلية من الساعة الثالثة إلى الثانية دون إنذار مسبق، بحسب ما ورد في تصريح منتجه الجزائري الهاشمي زرطال والذي طعن أيضا في مصداقية لجنة المشاهدة التابعة للمهرجان لتعمدها اختيارها فيلمين متشابهين في الشكل والموضوع ومن نفس البلد، وهما «قصة فيلم معركة الجزائر» لسليم هقار وفيلم «معركة الجزائر.. فيلم في التاريخ». مع العلم أن عرض الفيلم الوثائقي «معركة الجزائر.. فيلم في التاريخ» في إطار الطبعة ال11 لمهرجان وهران، يتزامن أيضا مع الذكرى ال50 لفيلم معركة الجزائر وعيد ميلاد مخرجه الجزائري مالك بن اسماعيل الذي ولد في العام الذي نال فيه الفيلم جائزة الأسد الذهبي بمهرجان فونيز الإيطالية في ديسمبر 1966، علي لبوانت ويوسف سعدي. وترتكز رؤية الفيلم الذي من شأنه أن يكون مادة تاريخية هامة ومرجعا أساسيا للمؤرخين والباحثين على تحقيق الصدى الحقيقي له على المستوى العالمي، لأجل ذلك سعى طاقم الفيلم إلى نظام التوثيق والأرشيف بالتعاون والشراكة مع عديد الدول، وعلى رأسها فرنساوإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية ومختلف أماكن تواجد هذا الأرشيف. وأوضح المنتج الهاشمي زرطال أن الفيلم استفاد مؤخرا من حق التوزيع بالولايات المتحدةالأمريكية من قبل موزع أمريكي، نظرا لأهمية المادة وجودته العالية جدا، كاشفا أنّ مجموعة تكاليف إنجاز هذا العمل تجاوزت 500 ألف أورو، أغلبها رصدت لعمليات جمع المادة لوحدها، معلنا في سياق متصل عن إبرام عديد العقود مع سويسراوفرنسا وبعض التلفزيونات، على غرار الجزيرة وراديو كندا، وذلك من أجل البيع. أشار زرطال إلى صعوبة حث الدول التي تمتلك هذا الأرشيف على المشاركة في مثل هذه المشاريع الفنية التاريخية، منوها بعمليات ترويجية واسعة بالفيلم وصداه العالمي، مثمنا في الوقت نفسه التعاون الذي أبداه المعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا وذلك في إطار العقود التي أبرمها مع الطرف الجزائري لحفظ وترميم الأرشيف الجزائري، كما أن جزءا كبيرا من الحقائق المتاحة تم الحصول عليها من دولة إيطاليا، مسقط رأس المخرج جيلو بونتيكورفو، حيث تملك عائلته موروثا وثائقيا على قدر كبير من الأهمية. وفى مجال التصوير الميكروفيلمى، أوضح زرطال أنه استغرق مدة زمنية طويلة لإجراء مقابلات مع ما تبقى من طاقم الفيلم الإيطالي والجزائري، مشيرا إلى أنه إلى يومنا هذا تم تسجيل وفاة شخصيتين تم تصويرهما في الفيلم، وهما يوسف بوشوشي مدير تصوير فليم معركة الجزائر وأيضا محمد بغدادي الذي أدى دور العربي بن مهيدي.