سجّلت محافظة الغابات بولاية تيبازة تراجعا محسوسا لحرائق الغابات هذه الصائفة مقارنة مع نفس الفترة للسنة المنصرمة، بحيث أحصت ذات المصالح 14 حريقا خلال شهري جوان وجويلية أسفرت عن إتلاف 7,07 هكتار من الغطاء النباتي مقابل 52 حريقا اندلعت خلال نفس الفترة من العام الماضي، وأسفرت عن إتلاف 372 هكتار من الغابات. وأرجعت مصادرنا الأسباب المباشرة لهذا التراجع الى الحملة التحسيسية الواسعة التي باشرتها ذات المصالح من جهة، والتدخل السريع والفوري للفرق المتنقلة للتحكم في الحريق عند نشوبه مباشرة، إضافة الى محافظة الغطاء النباتي على نسبة عالية من الرطوبة الناجمة عن تهاطل الأمطار بشكل كثيف خلال الموسم الحالي، كما توقّعت مصادرنا بأن تتواصل هذه الوتيرة على امتداد شهر أوت الحالي بالنظر الى محافظة الغطاء النباتي على نسبة عالية من الرطوبة، ممّا يحدّ من انتشار الحرائق. كما سيشهد شهري سبتمبر وأكتوبر تراجعا ملحوظا في وتيرة التدفق البشري على الولاية، ممّا يساهم في خفض نسبة تعرّض الغابات للحرائق بفعل العنصر البشري، إلا أنّ الذي يبقى يشكّل هاجسا لمسؤولي محافظة الغابات حسب رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات محمد جمال يكمن في تبخّر المياه الكامنة بالأحراش المحيطة بالغابات خلال الأيام القليلة القادمة بفعل الارتفاع المحسوس بدرجات الحرارة، الأمر الذي يؤدي حتما الى انخفاض الرطوبة في الغطاء النباتي ما يجعله عرضة للحرائق، مع الاشارة الى كون معظم غابات المنطقة تنحدر من الأصناف العلكية ذات القابلية الكبيرة للاشتعال بفعل النيران، ومن ثمّ فقد أشار مصدرنا الى كون مصالح محافظة الغابات رفعت درجة اليقظة والحذر الى حدودها القصوى بالتوازي مع مباشرة عمليات توعية وتحسيس مختلفة عبر مختلف المناطق. وفي ذات السياق، قال رئيس مصلحة حماية النباتات والحبوانات بأنّ العديد من الحرائق المسجلة هذه السنة تمّ رصدها بمحيط بلدية الناظور على مستوى غابات تابعة للملكية الخاصة، ما يرجح غرضية سعي الخواص لتحويل طبيعة الاراضي الى الطابع الفلاحي، ومن ثمّ فقد أعطيت تعليمات صارمة لرئيس مقاطعة الغابات الاقليمية للتمركز بالمنطقة، وترصّد الفعل الاجرامي الرامي الى اتلاف الغطاء الغابي، كما أشار محدثنا أيضا الى كون أكبر حريق نشب هذه السنة تمّ تسجيله بغابة تاوريرة ببلدية حجرة النص في السادس من شهر جويلية، وأسفر عن اتلاف 1,5 هكتار من الغابات. وأردف محدثنا موضحا بأنّ مساحة 7,07 هكتار المتلفة منذ شهرين تشمل في مجملها على 3,75 هكتار من الغابة، و2,9 هكتار من الأدغال و0,42 هكتار من الأحراش.