تتواصل بمركب القرن الذهبي بتيبازة فعاليات دورة الغطس للصيادين المعنيين بمشروع الصياد المسئول و هو المشروع الذي استفاد منه 60 صيادا منذ شهر اوت 2017 و يرتقب بان يختتم شهر ديسمبر القادم بلقاء جماعي للصيادين مع ممثلين عن جميع الهيئات العمومية المعنية بالصيد بما في ذلك البلديات الساحلية. بالنظر الى العدد الهائل من الصيادين الذين استفادوا من التكوين على ثلاث مراحل طيلة مدّة انجاز المشروع منذ أوت 2017 فقد لجأت الجهة الوصية على المشروع الى تفويج هؤلاء الى ثلاث مجموعات من 20 فردا لكل مجموعة، على أن يلتقي كلّ فوج بممثلين عن الهيئات العمومية ذات الصلة بالصيد البحري للتشاور و طرح الانشغالات مع البحث عن الحلول المحتملة التي يمكن تجسيدها محليا قبل الانطلاق في عمليات غطس لفائدة الصيادين يؤطرها محترفون من جمعية هوم التي تعتبر طرفا فاعلا رئيسيا في المشروع. تهدف هذه المبادرة حسب نائب رئيسة الجمعية أيت حمودة ابتسام الى تمكين الصيادين من اكتشاف مدى خطورة تلوث قاع البحر بمختلف النفايات و لاسيما البلاستيكية منها مع ربط تداعيات التلوث بتراجع الانتاج السمكي ناهيك عن تأثره المباشر على صحة المستهلك. و في ذات السياق كشف العديد من الصيادين خلال اليوم الأول من الدورة عن مساهمتهم الفعالة في الميدان من حيث تحسيس غيرهم من المهنيين العاملين على مستوى البحر حول مسائل تجنب رمي القارورات البلاستيكية بمياه البحر اضافة الى مختلف العناصر الملوثة الأخرى. وقد برز ذلك بكثافة حسبهم عقب تلقيهم لتكوين مكثف و سريع في هذا المجال من طرف مختصين في اطار هذا المشروع الأمر الذي استحسنته رئيسة جمعية هوم سامية باليسترو داعية جموع الصيادين لتشكيل جمعية ولائية تعنى بطرح انشغالاتهم على الجهات المعنية و تأطير زملائهم في المهنة بشكل لائق و منظم، و مؤكدة على أنّ اكتشاف التلوث بقاع البحر سيحفّز الصيادين على بذل مزيد من المجهودات لتحسيس غيرهم بالحفاظ على هذا الفضاء الذي يعتبر مصدرا رئيسيا لأرزاقهم في ظلّ التراجع الرهيب للثروة السمكية خلال السنوات الأخيرة و اضطرار العديد من الصيادين الى التوقف عن النشاط. و في السياق ذاته طالب المدرب الرئيسي للصيادين والأستاذ بجامعة هواري بومدين أحمد نوار بضرورة التطبيق الصارم للقوانين السارية المفعول في مجال الصيد البحري مع تجنب استعمال العاطفة والمحاباة، مشيرا الى ان تراجع خطورة الثروة السمكية بلغت درجة لا تطاق و لا تعقل بفعل التلوث من جهة و الممارسات الصيدية غير القانونية من جهة ثانية ،ومن ثمّ فلابد من تدخّل الجهات المعنية لفرض التطبيق الصارم للقانون و لأجل الوفاء بهذا الغرض فقد طالب المتدخل بضرورة حضور ممثلين من اعلى مستوى لهذه الجهات للقاء الجماعي الختامي للمشروع المرتقب شهر ديسمبر القادم في بادرة تهدف الى نحمل كل جهة لمسئولياتها كاملة تجاه تطور الثروة السمكية على امتداد الساحل الجزائري. كما أكّدت رئيسة فرع تيبازة للمحافظة الوطنية للساحل ابتسام أيت حمودة على عقد لقاء جماعي تحسيسي خلال شهر اكتوبر القادم سيتم من خلاله وضع الروتوشات الاخيرة لميثاق الصياد مع عرض مسودته على الصيادين على أن يتم توزيع نسخات منه عليهم خلال اللقاء الختامي المرتقب شهر ديسمبر. و هو اللقاء الذي يفترض أن يتم من خلاله عرض حوصلة عن سيرورة المشروع الذي يهدف حسب مؤطريه الى توعية 1000 شخص من مستخدمي البحر و تكوين 60 صيادا و مهنيا في محال الصيد البحري مع اعداد ميثاق الشرف للصياد يشمل مختلف العناصر التي تشكل أرضية لأخلاقيات المهنة للمهني الممارس لنشاطه بالبحر.