رد رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، امس، على دعاة المرحلة الانتقالية السياسية في الجزائر، وقال ان ذلك العهد قد ولى، ولا يمكن الوصول الى السلطة الا عبر المواعيد الانتخابية، التي يكون فيها الاختيار للشعب وحده، مشيدا بموقف الجيش الرافض الزج به في الصراعات السياسية. أوضح بوحجة ان الجزائر ارست نظاما مؤسساتيا قائما على الارادة الشعبية والاحتكام للدستور، مؤكدا بالقول « ان عهد المراحل الانتقالية في الجزائر قد ولى، ولدا فان الحديث الدي يردده البعض عن جمعية تأسيسية قد تجاوزه الزمن»، موضحا ان ما ينشر من أراء وتخمينات واشاعات مسمومة ليس سوى لهدف زرع الخوف في النفوس ومحاولة اعطاء صورة مشوهة عن مؤسسات الدولة. وقال بوحجة في كلمة افتتاح الدورة العادية الثانية من الفترة التشريعية الثامنة للغرفة السفلى، امس، بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح والطاقم الحكومي، ان هدف الاطراف- التي لم يذكرها-من تشويه مؤسسات الدولة، هو ضرب الأعمدة التي يقوم عليها البناء الجمهوري، وإضعاف قدرات بلادنا على مغالبة التحديات العاجلة، التي تمر بها الجزائر وفي مقدمتها الوضع المالي الصعب، الذي يتطلب المزيد من الإصلاحات الشاملة. بالمقابل أبدى بوحجة دعمه لمبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي اقر فيها انشاء جبهة شعبية قوية لضمان استقرار الجزائر ، وقال إن الحراك السياسي يتميز بالتنوع وصراع الافكار والطموح في الوصول الى سدة الحكم، مطالبا بتغليب المصلحة العليا للجزائر من خلال وحدة الصف ونبذ الخلافات العقيمة والأنانية الضيقة و الحاقدة. واشاد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان بدور الجيش الوطني الشعبي في حماية البلاد والحفاظ على استقرارها، منوها برفضه القاطع الزج به في الصراعات السياسية، والبقاء وفيا لرئيس الجمهورية القائد العلى لقوات المسلحة، كما انه يعرف جيدا نطاق مهامه الدستورية، مضيفا انه درع الامة هو ومختلف السلاك الامنية لما يقوم به من الذود على سلامة الدولة وبسط الامن والامان في سائر ارجاء الوطن، وفي دحر الارهاب، ومكافحة الاجرام بفرض سلطان القانون. الزج بالجزائر في متاهات الفوضى حسابات فاشلة كما انتقد بوحجة بشدة الاصوات التي ترسم صورة قاتمة عن الوضع في البلاد، وهي أصوات متشائمة ترتفع من حين الى آخر بانتقادات تشكك في كل شيء، وتقلل من شأن كل شيء، قائلا:«ان الجزائر تتجه بأمل وتفاءل وعزم لحشد العزائم وتشمير السواعد لمواصلة تعزيز اركان دولة الحق والقانون، التي ينعم فيها الجزائريون في كنف السلم والديمقراطية، والتنمية الاقتصادية، التي تتحقق رغم التحديات الكبرى التي تعرفها البلاد. واعتبر السعيد بوحجة ان فرض الإرادة والسيادة الوطنيتين قد خيب االكثير من الحسابات ،عند اولئك الذين كانوا يراهنون على الزج بالجزائر في متاهات الفوضى، مشيرا الى عدة ملفات وقضايا اتهمت فيها الجزائر من طرف منظمات عير حكومية حول ملف اللاجئين الافارقة، وعناوين اخرى مشبوهة توجه لأغراض سياسوية تسعى الى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، تحت مسميات متعددة حكومية وغيرها. مشاريع قوانين هامة تناقشها دورة البرلمان تطرق رئيس الغرفة السفلى للبرلمان الى اهم المشاريع والقوانين التي سيناقشها نواب الشعب خلال الدورة العادية، واهم الملفات التي ستطرح عليها، اضافة الى عرض بيان السياسة العامة للحكومة، ومن جملة المشاريع التي قال انها تتزامن مع دخول اجتماعي متميز قانون المالية 2019، قانون يتعلق بالقواعد العامة للوقاية من الاخطار الحريق والفزع، قانون تسوية الميزانية لسنة 2016، اضافة الى مشاريع تتعلق بالأنشطة القضائية وبالأنشطة النووية وبتطوير التحكم في الطاقة. ومن المنتظر ان تناقش الدورة الثانية للبرلمان حسب بوحجة مشروع القانون التوجيهي حول البحث العلمي ومشروع قانون يتعلق بالقواعد العامة للطيران المدني، ومشروع قانون متعلق بالطب البيطري، مؤكدا اضافة قوانين منبثقة عن التعديل الدستوري 2016 وتجسيد مخطط عمل الحكومة وذلك في حال مبادرة من طرف القطاعات الوزارية المعنية، ومنها على الخصوص مشروع قانون عضوي يحد شروط كيفيات انشاء الجمعيات بما فيها الجمعيات الخيرية. كما يناقش نواب الشعب مشروعا هام يتعلق بضبط كيفيات ممارسة حرية التظاهر السلمي، من خلال مرجعة اخاك تتعلق بالتظاهر، وكذا مشروع قانون يحدد كيفيات ممارسة الحق في الوصول الى المعلومات والوثائق والإحصائيات، ومراجعة قانون نزع الملكية لتكييفه مع الحكم الدستوري الجديد، ومراجعة قانوني البلدية والولاية، وقوانين ذات صلة بتكفل بترقية الديمقراطية التشاركية على المستوى المحلي واعادة قانون خاص يتعلق بالجباية، وهي مشاريع تحظى بأهمية بالغة تتطلب حسب بوحجة عناية كبيرة من طرف نواب الشعب.