أفاد شهود عيان لوكالة رويترز أن دبابات تابعة لنظام القذافي اقتحمت مدينة الزاوية، وهي تطلق النار على السكان المدنيين، بعدما كان الثوار قد استولوا على المدينة الواقعة غرب العاصمة طرابلس إثر معارك شرسة صدوا خلالها هجوم الكتائب الأمنية. فيما أكد مراسل الجزيرة بأن الثوار أسقطوا مروحية فوق رأس لانوف وأخرى فوق بن جواد. وكانت الكتائب المعززة بالدبابات والأسلحة الثقيلة قد دخلت المدينة فجر أمس من ثلاثة محاور عبر كتائب خميس والمهدي وسحبان. واستولت على شارعي عمر المختار وجمال عبد الناصر الرئيسيين في المدينة. واستخدمتهما لقصف بعض الأحياء الشعبية. وبحسب شهود عيان، استطاع الثوار إعادة سيطرتهم على المدينة وتدمير بضع دبابات وقتل وأسر عدد من عناصر الكتائب المهاجمة، الذين قال الشهود إنهم عمدوا إلى قتل الجرحى في الشوارع والمستشفيات، لكن سكان الزاوية طردوهم وعادوا إلى الميدان في وسط المدينة. وذكرت مصادر طبية في الزاوية: أن هجوم كتائب القذافي على المدينة خلف 13 قتيلا و70 جريحا معظم إصاباتهم في الصدر والرقبة، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها: إن معارك الزاوية خلفت ثلاثين قتيلا معظمهم من المدنيين. وقال الصحفي أحمد علي: إن بعض قوات القذافي منعت سيارات الإسعاف والجرحى من الوصول إلى المستشفى الذي يعاني بالفعل من نقص في الوسائل الطبية، كما أخذت عددا من الجثث منه. وأضاف: أن تعزيزات عسكرية جديدة أرسلت إلى المدينة، حيث تحاول 35 دبابة دخولها من الناحية الشرقية، وقامت أثناء ذلك بقصف بعض المواقع التي يستخدمها الثوار لعلاج المصابين والاحتفاظ بالأسرى. ويذكر أن الكهرباء مقطوعة عن مدينة الزاوية منذ مساء أمس الاول. كما أن الاتصالات والإنترنت ما زالت مقطوعة منذ أربعة أيام، بينما يتعاون السكان فيما بينهم لتعويض النقص في الغذاء والدواء نتيجة الحصار المفروض على المدينة. ومن جهتها ذكرت مراسلة وكالة رويترز: أن كتائب القذافي تطوق الزاوية ونشرت عدة نقاط تفتيش على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة تحرسها قوات حكومية.و مشيرة إلى أن الوصول إلى وسط الزاوية مغلق تماماً. وإلى الشرق من ليبيا قال ثوار: إنهم واصلوا تقدمهم بعد طردهم كتائب القذافي ودخلوا بلدة بن جواد على بعد 60 كلم غرب مدينة راس لانوف النفطية المطلة على البحر المتوسط. وقال شاهد عيان: إنهم تخطوا بن جواد ووصلوا إلى الهراوة. كما أفادت الأنباء بأن أهالي النوفلية انضموا إلى الثوار بقرار من فعاليات البلدة، في حين رُصد تجمع للكتائب الأمنية بمن فيها كتيبة الساعدي في الوادي الأحمر على بعد 100 كلم شرق مدينة سرت. وقال مراسل الجزيرة في راس لانوف: إن الساعات الأخيرة شهدت قصفا جويا لمخازن ذخيرة في معسكر الكتيبة التي تركت مواقعها في المدينة بعدما سيطر عليها الثوار بوقت سابق. وأضاف: أن المواقع النفطية في المدينة -التي توجد فيها مصفاة ومرفأ للنفط- عليها حراسات شديدة جدا من الثوار الذين احتفلوا مع أهالي البلدة حتى وقت متأخر من مساء أمس الاول بسيطرتهم على المدينة -التي كانت آخر ميناء لتصدير النفط بقي تحت سيطرة القذافي- بعد معارك عنيفة مع الكتائب الأمنية. وفي الإطار ذاته ذكر مراسل الجزيرة في بنغازي: أن عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح -معظمهم مدنيون- سقطوا في انفجار ضخم استهدف مخازن ذخيرة في بلدة وادي القطارة شرق بنغازي. وأضاف المراسل: أن الانفجار -الذي وقع في منطقة يسكنها عمال آسيويون- كان شديدا جدا، حيث تناثرت أشلاء بشرية وقطع سيارات وأبنية على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار. وقد غصت مستشفيات المدينة بجثث القتلى المشوهة والجرحى، في حين لا يزال البحث عن ضحايا آخرين بين أنقاض الدمار. ورجحت مصادر في بنغازي أن يكون الانفجار وقع بسيارة مشبوهة، في حين نقل المراسل عن شاهد عيان قوله: إنه شاهد أربعة رجال يتسلقون سور المعسكر ويضرمون النار في المخازن لتتكفل الذخيرة الموجودة بالباقي. في الأثناء عقد المجلس الوطني الانتقالي أول اجتماع رسمي له، ومن المتوقع أن يصدر عنه بيان يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا لليبيين لدى الهيئات والمحافل الدولية، إضافة إلى إيجاد صيغة عمل يدير فيها الأمور في المناطق المحررة.ويترأس المجلس -الذي يضم 30 عضوا- وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي انشق منذ وقت مبكر عن نظام القذافي وانضم إلى الثوار، بينما لم يتم الإفصاح عن موعد ومكان عقد المجلس لأسباب أمنية. كما لم يتم الإفصاح عن أسماء أعضائه لذات السبب.