إن الحياة الفكرية عند العرب والمسلمين، غنية بالكنوز اللفظية التي تصدر من الفقهاء والمصلحين، وهي تنبع من عصارة فكرهم وفيض من الحكمة، وهذه الأقوال فيها العبرة المفعمة بالإخلاص، منها القول المأثور والحديث الشريف والآية الكريمة. لا يسمح هذا الحيّز بالحديث عن هذه الطرائف الإيمانية، ولكن نقدّم النماذج التالية: 1) قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه »ما من مصيبة إلا رأيت من خلالها ثلاث فوائد: الأولى أنها لم تكن في ديني لأن المصيبة إذا كانت في الدين تصبح بليّة والبليّة تجعل الإنسان يخسر الدارين: الدنيا والآخرة والثانية: أنها لم تكن عظيمة لأن لكل مصيبة ما هو أعظم منها.. والثالثة أن اللّه سبحانه وتعالى قد رزقني الصبر والاحتساب، هما صمّام الأمان الذي يخفف به اللّه المصيبة. 2) جاء رجل إلى حسن البصري وقال: ما سرّ زهدك في الدنيا يا إمام؟ قال: أربعة أشياء وهي: علمت أن رزقي لا يأخذه غير فاطمأنت نفسي علمت أن عملي لا يقوم به غيري فانشغلت به وحدي علمت أن اللّه يرى فخشيت أن يراني على معصية علمت أن الموت ينتظرني فبدأت أستعدّ للرّحيل ولقاء ربّي. 3) إذا لم تكن في التاجر ثلاث خصال إفتقر وخسر الدارين: الدنيا والآخرة.. الأولى أن يكون لسانه نقيا من ثلاث: الكذب واللغو واليمين الباطل. الثانية: أن يتجنب ثلاث الغش والخيانة والحسد. والثالثة أن يكون محافظا على ثلاث: الجمعة والجماعة وطلب العلم. 4) كان زياد يلاحق رجلا من الخوارج، ولكنه أفلت منه، فأخذ شقيقا له رهينة، وقال له: إن لم تأتني بأخيك ضربت عنقك.. فقال الرجل: إن جئتك بكتاب من أمير المؤمنين هل تُخلي سبيلي؟ قال زياد: نعم.. فقال الرجل: إني آتيك بكتاب من العزيز الحكيم وأقيم عليه شاهدين: موسى وابراهيم عليهما السّلام، ثم تلا من القرآن الآيات التي تقول ((أم لم ينبأ بما في صحف موسى ❊ وإبراهيم الذي وفّى ❊ ألا تزر وازرة وزر أخرى))، (سورة النجم الآية 35 36 73)، قال زياد: خلّو سبيل الرجل لأنه يملك حجته؟! 5) دخل ضيف على الخليل بن أحمد فرحب به وأوسع له ليجلس على وسادته.. شعر الضيف بالخجل والحرج الشديد قال: أحسب أني قد ضيّقت عليك! فقال الخليل بن أحمد: لا يضيق مكان باثنين متحابين والدنيا كلها تضيق باثنين متباغضين؟!