تحتوي التجارب الإنسانية على الكثير من المواعظ والحكم والفوائد والطرائف وهي خلاصة تجارب أصحابها ونتائج أفكارهم وفيض من حكمتهم في العبرة والغطة ،والتجارب العملية مفعمة بالإخلاص والحكمة، وهذه التجارب فيها المعلومات الطريفة والحكمة الرزينة والتوجيه بالتي أحسن. لا يسمح هذا الحيز باستعراض هذه المواعظ والحكم بالتفصيل ولكن من المفيد تقديم المختارات التالية: 1 يقول أهل التجربة صديقك يراك بعين الولاء وعدوك يراك بعين السخط وتروي كتب التراث »صحب رجل أبا اسحاق إبراهيم بن أدهم فلما أراد أن يفارقه قال له: أتمنى لو نبهتني على ما فِيَّ من عيب، فقال له يا أخي لم أر لك عيبا لأني لحظتك بعين الولاء فاستحسنته فيك ما رأيت فاسأل غيري عن عيبك ويقول أحد الشعراء وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تظهر المساوي. 2 يقول أحد المفكرين: عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا وتنتهي بأنتهاء غرفا المحدود، أما عندما نعيش لغيرنا فإن الحياة تبدو عميقة وطويلة تبدأ من حيث بدأت الانسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض لأننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ويتضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا. 3 جاء في الأدب الرمزي: قرع إبليس باب فرعون فقال فرعون: من بالباب فقال إبليس أتدى الألوهية ولا ندري من ببابك؟ فتح فرعون الباب وقال أدخل يا ملعون فقال إبليس عل على وجه الأرض من هو شر منك لأنك قلت أنا ربكم الأعلى، فقال فرعون: أكثر شرا مني ومنك من يأتي إليه أخوه معتذرا فلا يقبل له عذرا والأخطر من ذلك من ينتهي زوال نعمه أخيه مع شكري لأحد زملاء العمل. 4 يقول أحد الصالحين: إذا لم تكن في التاجر ثلاث خصال خسر الدارين الدنيا والآخرة، الأولى أن يكون لسانه نقيا من ثلاث صفات: الكذب واللغو والحلف، الكاذب، والثانية أن يكون صافيا من ثلاث: الغش والخيانة والحسد والثالثة: أن يكون محافظا على ثلاث: الجمعة والجماعة وطلب العلم في بعض الساعات. 5 تروى كتب سيرة الخلفاء أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: ما من مصيبة إلا رأيت خلالها ثلاث فوائد قد أنعم الله بها علي: الأولى أنها لم تكن في ديني فإن المصيبة إن كانت في الدين كانت بلية عظيمة ربما يخسر الإنسان الدنيا والآخرة. والثانية أن هذه المصيبة لم تكن أكبر من ذلك فما مصيبة إلا ولها أكبر منها، والثالثة أنا الله سبحانه رزقني الصبر على المصيبة لأن الصبر والإحتساب هما صمام الأمان الذي يخفف الله بهما هذه المصيبة عند وقوعها. ------------------------------------------------------------------------