أنهى أمس رئيس الجمهورية خلال زيارته الميدانية لولاية تلمسان في يومها الثاني والأخير عملية تدشين سلسلة من المشاريع التنموية الثقافية والاجتماعية التي تكتسي أهمية، يتصدرها القصر الملكي الزياني «المشور» ذي الطابع المعماري المثير، ومشروع إنجاز 1100 مسكن اجتماعي، وآخر شطر من الطريق السيار شرق غرب، حيث استفسر السيد الرئيس باهتمام كبير إن كانت الأشغال التي أنجزتها المؤسسات الوطنية في المستوى المطلوب ومجسدة بإتقان، وتجهيزات الطريق السيار إن كانت محلية او اجنبية، وهذا ما يعكس حرصه ورغبته في التعويل على المؤسسات الجزائرية إذا أبدت الخبرة والكفاءة اللازمتين حتى تكون لها الأولوية على المؤسسات الأجنبية . أول نقطة تفقدها رئيس الجمهورية في اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى ولاية تلمسان الوقوف على ضريح سيدي بومدين، الذي رمم وأعيد له الإعتبار في إطار الأموال المرصودة لتظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، ثم تنقل بعد ذلك إلى القصر الملكي الزياني «المشور» حيث دشن هذا المعلم الحضاري الشاهد على عراقة المدينة بطرازه الإسلامي الأصيل، واستغرقت عملية الترميم في هذا المعلم الذي يعكس حضارة بأكملها مدة سنة كاملة، وعملية البحث كذلك لم تتجاوز سنة واحدة، في حين ان بعض البحوث بخصوص «المشور» مازالت لم تنته بعد، بالنظر إلى التراث الذي ينام عليه حيث يعود إلى سنة 1307 وشيده ابو موسى حمو الاول، وبه بعض المقاطع منجزة من طرف بعض المؤسسات العمومية ليست في المستوى المطلوب. ثالث محطة توقف عندها السيد الرئيس تدشين إنجاز قصر الثقافة الذي يبهرك معماره الداخلي والخارجي وأنجز كتحفة جميلة وثمينة حيث بدأت عملية إنجازه في سنة 2008 ورصدت له ميزانية معتبرة لا تقل عن 650 مليون دينار وسمح هذا المشروع، الذي رأى النور، بفتح 800 منصب شغل جديد، وقدمت لرئيس الجمهورية اغاني جميلة بموسيقى عذبة، وتدفق الجمهور إلى الارصفة المحاذية لقصر الثقافة واستقبلوه بالاهازيج والتصفيقات الحارة وبالموسيقى الفلكلورية. ويتربع مسرح الهواء الطلق الذي دشنه رئيس الجمهورية وكان المحطة الرابعة في أجندته ورصد لإنجازه غلاف مالي يقدر ب 600 مليون دينار ويتسع ل 2500 مقعد. وتوجه رئيس الجمهورية بعد ذلك إلى أوجليدة ليدشن حيا سكنيا اجتماعيا يضم 1100 مسكن حيث كان اصطف التلمسانيون في الخارج واستقبلوا رئيسهم بغبطة مرددين الزغاريد والاهازيج . آخر محطة دشنها السيد الرئيس الشطر الاخير من الطريق السيار شرق غرب يمتد إلى غاية الحدود الجزائرية غربا، واستفسر رئيس الجمهورية عن نوعية الأشغال التي تقدمها المؤسسات الجزائرية، إن كانت في المستوى المطلوب، وطلب توضيحات حول إن كانت تجهيزات الطريق السيار جاهزة، وهل هي محلية أو اجنبية، لكن تم التاكيد على أنها أجنبية، علما ان حجم اليد العاملة الوطنية في هذا المشروع تقدر بنحو 71 بالمائة والاجنبية ب 29 بالمائة من مجموع اليد العاملة .