يرى قائد الفرقة العسكرية التركية ''المهتار'' العقيد مصطفى أكتان، في هذا الحوار المقتضب الذي خص به ''الشعب'' على هامش حفل افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي التركي بالجزائر أن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية تشكل فرصة ثمينة للتبادل والحوار البناء مع الآخرين، كما تعد فرصة للتعريف بتاريخ الجيش العثماني الذي ترك بصماته في العديد من الدول الإفريقية ومنها الجزائر، وقال في تعريفه لفرقة المهتار العسكرية أنها لم تؤثر على الجيش العثماني فسحب بل تعداه إلى كبار الموسيقيين حيث لحن بيتهوفن سيمفويته التاسعة بعد سماعه موسيقى الفرقة. ̄ في البداية هل لكم أن تعرفونا بالفرقة العسكرية التي جئتم تمثلونها في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية؟ ̄ ̄ ''مهتار'' هي فرقة عسكرية تابعة للقوات العسكرية التركية المسلحة، وهذه الفرقة تعتبر من أقدم الفرق العسكرية الموسيقية في العالم وقد شاركنا في عدة تظاهرات عالمية على المستوى العالمي، فوجنا هذا تأسس سنة 1953 أما تاريخيا فيعود تأسيس فرقة المهتار إلى القرن السابع ميلادي، وكان التأسيس الأول في آسيا الوسطى. ومن بين الشروط الواجب توفرها في أي شخص يرغب في الانضمام إلى الفرقة أن يكون عسكري بالدرجة الأولى ومتخرج من المدرسة العسكرية للموسيقى. ̄ كيف وجدتم الجزائر في أول زيارة لكم؟ ̄ ̄ لا هذه الزيارة الثانية لنا حيث سبق وأن زرنا الجزائر سنة 2007 في إطار نشاط ثقافي وقد وجدنا فيها شعب محب مضياف يستقبل بطريقة لبقة وبحفاوة ولم نرى شعب أكرم منه، وهذه فرصة ثانية لنا للمشاركة في أكبر تظاهرة إسلامية تنظم بتلمسان، هذه لمدينة الجميلة لتبادل الأفكار والثقافات فنحن لدينا تاريخ مشترك، علينا أن نطوره ونعرف به الأجيال الجديدة. ̄ فرقة المهتار كما تفضلتم وقلتم أنشئت في القرن السابع ميلادي هل صاحبت الفرقة منذ ذلك الوقت تطورات أم بقيت محافظة على خصوصياتها؟ ̄ ̄ لا لم ندخل أي تطورات على المهتار فكما كانت الفرقة في وقت الدولة العثمانية مازالت هي اليوم حتى أن اللباس الخاص الذي نرتديه يعود إلى العهد العثماني منذ تأسيس الفوج في عهد السلطان محمد فتح سنة 1453. ̄ كيف كانت تؤثر الفرقة على الجيش العثماني؟ ̄ ̄ اعتقد أنكم تابعتم العرض وشعرتم بتأثيره النفسي سواء بالنسبة للكلمات أو للموسيقى، فالفرقة تعتمد على كلمات مستمدة من القرآن الكريم وأخرى وطنية تبعث بروح القتال في نفوس الجنود ولها تأثير سلبي على العدو حيث تبعث الخوف والرعب في روحه. ̄ هل في كل عرض تقدمون رسالة معينة للجيش التركي؟ لا الرسالة واحدة وكلمات الأناشيد مازالت هي نفسها التي استعملت في عهد الدولة العثمانية وكلها تهدف إلى تشجيع أفراد الجيش وقادته. ̄ كيف تأثرت الدول الأوربية بأعمال الفرقة؟ ̄ ̄ كل الدول الأوربية تأثرت بهذه الموسيقى منذ القرن 17 وكدليل على ذلك استقطبتها كل من استراليا، فرنسا، ألمانيا، اسبانيا وكونت فرق خاصة بجيوشها، كما تأثر بالفرقة كبار الموسيقيين أمثال موزارت الذي أثر هو الآخر بمقطوعاته الموسيقية المستوحاة منها على كثير من الدول الأوربية وتأثر بيتهوفن هو الآخر بموسيقى فرقة المهتار وظهر ذلك جليا على السيمفونية التاسعة التي لحنها بعد سماعه موسيقى الفرقة. ̄ ماهي الوسائل والآلات التي تستعملها الفرقة خلال أداءها النشيد الوطني والديني؟ ̄ ̄ الفرقة مكونة كما قلت من 75 عضو ينقسمون إلى 6 مجموعات، مجموعة آلية الزرنة، مجموعة آلية البوق، مجموعة آلية الطبل، مجموعة آلية الصنج، مجموعة آلية غلاية الطبل، ومجموعة آلية البوق ويتوسط المجموعة طبلين كبيرين وهي آلات تستعمل في السيمفونية، ويتكون المهتار من قائد المهتار يدعي شوبا نجي باشي يقود الجنود والمهتار. ويحمل بعض أعضاء المهتار التوغ وهو عبارة عن عمود طويل ارتفاعه 2,5 متر، ينتهي في طرفه الأعلى ذيل الحصان استعمل كرمز للمهمة العسكرية كالسلطة والإمبراطور والوزير.