كانت تلمسان قد شهدت افتتاح الأسبوع الثقافي التركي بحضور سفير تركيا في الجزائر أحمد نجاتي البغالي، مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود ومنسق التظاهرة بن بليدية، إلى جانب مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي فيما غاب والي الولاية عن التظاهرة وعوضه أمينه العام . وبقصر الثقافة مصالي الحاج بالإمامة، أعطى السفير التركي انطلاق فعاليات معرض الخط العربي والزخرفة والسراميك قبل أن يتوجه إلى ساحة الحوض الكبير الذي اشرف من خلاله على افتتاح أشغال الأسبوع الثقافي التركي على وقع أنغام فرقة المهتار العسكرية المختصة في الأناشيد الحماسية الموجهة للجيش العثماني في المعارك والحروب. وفي كلمة له بالمناسبة، أعرب البغالي عن سعادته بتواجده في تلمسان معتبرا إياها مدينة جميلة جدا، تستحق أن تكون منارة الدول الإسلامية وقبلة الثقافات المحلية والأجنبية، فيما أشاد بعلاقات التعاون التي تربط الجزائر وتركيا واصفا إياها بالطيبة والممتازة. وأعتبر المسؤول الدبلوماسي، أن ما يجمع البلدين تاريخ وتقاليد مشتركة وهو ما يفسر التقارب وتماسك أواصر الصداقة بين الجزائر وتركيا سواء كان في المجال السياسي، الاقتصادي، أو الثقافي. وتطرق السفير البغالي، في كلمته إلى البرنامج الذي تشارك به بلاده في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وهو برنامج ثري حيث من المنتظر أن تشارك تركيا بخمسة نشاطات كبرى، منها عرض تقدمه فرقة مهتار العسكرية وهي فرقة تتكون من 26 شخص تستخدم الأناشيد والموسيقى عند مباشرة الحروب من اجل تشجيع جيش الدولة العثمانية، ورفع معنوياته لتحقيق النصر، كما يؤدي النشيد دور معاكس لجيوش العدو حيث ينقص ويضعف معنويات جنوده. وأوضح السفير التركي أن تأثير الفرقة العسكرية مهتار لم يقتصر على الجيش العثماني فقط بل تعداه إلى الدول الأوربية حيث استلهمت من تجربتها كل من فرنسا، ألمانيا، النمسا، بولونيا، اسبانيا بعد مشاهدتها النجاح الذي حققه الجيش العثماني بفضل تلك الموسيقى، كما استلهم من الفرقة كبار الموسيقيين مثل موزارت الذي استوحى من موسيقى فرقة المهتار واحدة من أروع مقطوعاته والتي تحمل اسم النشيد التركي. وتشارك، تركيا باستعراض ثاني تقدمه فرقة الفرقة الدراويش التي ينتظر أن تختم فعاليات الأسبوع الثقافي التركي يوم 12 ماي الجاري، و تأسست الفرقة حسب توضيحات السفير في كونيا وهي تقدم استعراضات عبارة عن رقص الدوران واللف أسسها جلال الدين الرومي صاحب المقولة الشهيرة ''عندما أموت لا تبحثوا عن قبري في الأرض بل ابحثوا عنه في قلوب الناس.'' كما تشارك تركيا ؟حسب ذات المسؤول- بمعرض للخط العربي يعكس التجربة التركية في هذا الميدان، ويحاكي التطور الذي عرفه هذا الفن التشكيلي عبر مختلف العصور فمعروف أن القرآن الكريم أنزل وأوحي به في مكةالمكرمة والمدينة، وقرأ في مصر وكتب في اسطنبول. وقد كان للسفير والوفد المرافقة له جولة بالمعرض المقام بدار الثقافة حيث تعرف الجميع على مكنونات الخط العربي التركي وجاذبيته، كما عاينوا بعض المخطوطات وقطع السيراميك القادمة من منطقة ازليك والمزينة بزخرفات وأشكال يعود تاريخها إلى العهد العثماني، وكذا لوحات للرسم بتقنية الماء.