أبطال الطرائف الباسمة هم الخلفاء أنفسهم أو الشخصيات الظريفة التي كانت تحادثهم وقد وهب اللّه تعالى هذه الشخصيات سرعة البديهة والحساسية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة، فتتحول على يديها إلى طراءف فكاهية ودعابة باسمة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن هذه الطرائف بالتفصيل، ولكن نقدم هذه النماذج الباسمة. 1) قيضت قريش رجلا إلى أبي بكر، ليأخذه وهو طلحة بن عبيد اللّه، فأتاه وهو في القوم وقال: يا أبا بكر قم إليّ.. قال أبو بكر إلا ما تدعوني؟ قال طلحة: إلى عبادة اللات والعزى قال أبوبكر: من اللات؟ قال طلحة: بنات اللّه، قال أبو بكر: فمن أمهم؟ أصيب طلحة بالدهشة من السؤال وقال لقومه من قريش: أجيبوا صاحبكم فسكتوا.. قال طلحة: أشهد أن لا إله الا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه، فأخذه أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وأسلم على يديه؟! 2) كان عمر بن الخطاب يتفقد أحوال المسلمين ليلا، سمع صوت رجل يغني من بيت تسور ونظر فرآه مع امرأة يشربان الخمر فقال عمر: يا عدو اللّه أرأيت أن يسترك اللّه وأنت مع معصية فقال الرجل: يا أمير المؤمنين إن كنت أنا عصيت اللّه في واحدة فأنت عصيته في ثلاث. الأولى: قال اللّه تعالى: «ولا تجسسوا» وقد تجسست. الثانية: قال اللّه تعالى «وأتوا البيوت من أبوابها» وأنت تسورت عليّ». الثالثة: قال اللّه تعالى «لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها» وأنت دخلت بغير سلام، فقال عمر لقد أسأت؟ هل تعفو؟ قال الرجل: نعم وعليّ ألا أعود. 3) جلس عمر بن الخطاب يوما وقال: واللّه لا تدري كيف نقول: أبو بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا خليفة خليفة رسول اللّه ومن يأتي بعدي يقال له: خليفة خليفة خليقة رسول اللّه فهل هذا اسم؟ قال المغيرة: نحن المؤمنون وأنت أميرنا فقال عمر بن الخطاب: أنا أمير المؤمنين واللّه أعلم. 4) مرّ عمر بن الخطاب بصبيان يلعبون وفيهم عبد اللّه بن الزبير فهربوا وبقي عبد اللّه بن الزبير فقال عمر: كيف لم تهرب مع أصحابك؟ قال ابن الزبير: لم أجرم فأخافك ولم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك؟!