سند قوي لنضال الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير مصيرهما أجمع المتدخلون خلال منتدى الذاكرة الذي نظمته، أمس، جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، على المواقف المشرفة والشعارات الخالدة للزعيم هواري بومدين الذي كان خطابه مرتبطا بالفعل الميداني، وحريصا على حق الشعوب في تقرير مصيرها، ويدعو لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. استعرض سفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى، خطابات الرئيس الراحل بومدين الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي كانت مقولات حية تنبض بالحياة ورؤية استشرافية لما تعيشه اليوم الأمة العربية والإسلامية، مرتكزا على مفاهيم أن معرفة الماضي تمكننا من بناء الحاضر ووحدة الأمة وعدم التبعية للغرب، قائلا:» القادة الفلسطينيون إستلهموا من مبادئ الثورة الجزائرية، وهم إنتاج جزائري». منوها بمجهودات الأسلاك الأمنية والعسكرية في تكوين الإطارات الفلسطينية. أكد المجاهد وعضو مجلس الأمة صالح قوجيل في مداخلته أن المسار النضالي للراحل محمد بوخروبة المدعو هواري بومدين لا يمكن إختصاره في دقائق أو سويعات، قائلا إن الراحل بعد التصحيح الثوري في 19 جوان 1965 حدد في خطاباته بكل من تيزي وزو وقسنطينة وتلمسان، أهداف المرحلة القادمة وهو إعادة بناء الدولة الجزائرية، بحيث ركز بعد هذا التاريخ على مبدأ الرجوع إلى القاعدة وذلك بتحرير الإقتصاد عبر تأميم المناجم سنة 1966 وتأميم الشركات الأجنبية وغيرها من القرارات الشجاعة. وأضاف قوجيل أن سياسة بومدين كانت هي التمييز بين الدولة التي تعني المؤسسات التي لا تزول بزوال الرجال والحكم الذي يتغير، ولأول مرة تنتقل الحكومة لكل الولايات لتقييم الوضع إجتماعيا وإقتصاديا انطلاقا من ولاية ورقلة، ثم باتنة ثم تيزي وزو، موضحا أن أول عملية كانت على مستوى البلديات بإعداد قانونها وميثاقها، تلاها إعداد ميثاق وقانون الولاية والدستور، مشيرا إلى أن بناء الدولة دام عشر سنوات. عضو البوليساريو : رحيل بومدين خسارة لكل الشعوب الضعيفة بالمقابل وصف عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والأمين العام للطلبة الصحراويين مولاي محمد إبراهيم، الراحل بومدين بزعيم كل حركات التحرر لاسيما القضية الصحراوية من خلال الدعم اللامشروط والدفاع عنها في المحافل الدولية، بحيث كان يدعو لعدم التوسع الإستعماري والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول. وأكد مولاي إبراهيم أن رحيل بومدين، هو خسارة للشعب الجزائري وللأمة العربية والإسلامية، بحيث كان حريصا أن يربط الخطاب بالفعل والممارسة، خلق الإرتياح والأمل والطموح لكل الشعوب، مضيفا أن شعاراته كانت خالدة في قمة الدول العربية بالرباط سنة 1978، وقمة «لاهور» لا تطبيع ولا نقاش مع العدو الصهيوني ولا تبعية للخارج، رحل في ظروف دولية صعبة.