سجل الرئيس الراحل هواري بومدين بصمات تاريخية في الحياة الجهادية والسياسية إلى جانب الدور الذي لعبه في تطوير التاريخ ومواقفه المساندة لبعض القضايا العربية والإفريقية، خاصة الصحراء الغربية، والقضية الفلسطينية التي تركت أثرا في شعبها من خلال مقولته الشهيرة «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». قال المجاهد والوزير الأسبق محمد كشود، أمس، خلال نزوله ضيفا على يومية «الشعب» إن بعد النظر الذي يمتلكه الراحل أكسبه الحنكة السياسية والعسكرية التي مكنته من تحقيق التوازن سواء على الصعيد الداخلي أو العربي،حيث ترك أثرا في التاريخ من خلال موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية الذي أكده سنة 1974 من خلال مقولته الشهيرة التي تعز على كل الفلسطينيين. وأكد كشود أن محمد ابراهيم بوخروبة المعروف بهواري بومدين رجل عظيم بعظمة الشعب الجزائري وأنه كان يعرف الجامعة العربية جيدا، كونه ذهب إلى القاهرة منذ الخمسينات وكان في اتصال دائم مع أعضاء المغرب العربي من بينهم محمد خيضر، أحمد بن بلة، وكذا مع ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ما جعله على اطلاع تام بما يقع، مشيرا في ذات السياق إلى اهتمامه الدائم بالقضية الفلسطينية إلى درجة أنه و رغم خلافه مع شاعر الثورة مفدي زكريا حول بعض القضايا، غير أنه في إحدى ملحماته الشعرية حول فلسطين والتي من بين ما جاء فيها «فليت فلسطين تقفو خطانا ....وتطوي كما قد طوينا السنينا» قام المرحوم هواري بومدين صاحب الحنكة والتوازن و صفق له، مما يوضح مكانة القضية الفلسطينية لديه. وأوضح كشود أن المقولة عرفت الكثير من الجدل رغم أن الراحل كان على حق ويعرف الظلم الذي يتعرض لها شعبها المحتل بالرغم من رؤية البعض لها بالظالمة، مشيرا أنه موقف الذين يملكون حقدا وغلا في قلوبهم عكس من يرونها مظلومة فهم من يكرهون الاحتلال ويؤيدون الحرية «وهي المقولة التي أصبح يضرب بها المثل ويقتدى بها من طرف الفلسطنيين . وأشار إلى الدعم الذي تحصلت عليه القضية من طرف أبرز الرجال السياسيين في الجزائر والوطن العربي، بالإضافة إلى مكانته العربية الهامة التي مكنته من الدفاع عن قضايا التحرر في العالم العربي والشعوب التي كانت تحت وطأة الاستعمار آنذاك، خاصة القضية الفلسطينية التي حضيت بتأييد كبير من طرف الرجل العظيم - يقول المجاهد محمد كشود - .