مرت أمس الذكرى السابعة والثلاثون لرحيل صاحب مقولة"بناء دولة لا تزول بزوال الرجال"، حيث أحياها الجزائريون هذه السنة بقلوب تعتصر من الألم والحزن، لكونها تزامنت وفقدان الجزائر احد كبار زعماء الثورة التحريرية والقادة المعارضين للنظام بعد الاستقلال وهو حسين آيت احمد. رغم مرور سنوات على وفاة هواري بومدين الرئيس الثالث للجمهورية الجزائرية بعد استقلالها، إلا انه تمكن بانجازاته وكلماته التاريخية التي غرسها في قلوب الجزائريين المواكبين لحقبته وحتى الشباب في الوقت الحالي، من نيل إعجابهم بسياسته وطريقته في تسيير البلاد، حتى أنسى الجزائريين باقي الرؤساء الذي بقوا حسبهم في خانة الأعداد ليس إلا. الرئيس الأسبق للجزائر محمد إبراهيم بوخروبة خلال فترة السبعينيات وصاحب مشروع الثورة الزراعية، السد الأخضر وغيرها من المشاريع الهامة التي مكنت الجزائر في تلك الفترة من فرض مكانتها وسط الدول العالمية، حقق عدة انجازات وقام بخطوات هامة سجلها التاريخ الجزائري، العربي والعالمي إلى اليوم على غرار خطابه الذي ألقاه في منبر هيئة الأممالمتحدة باللغة العربية في سابقة لم يقم بها أي رئيس عربي من قبل في قمة عالمية من هذا النوع تحدث من خلالها عن نظام دولي جديد. وخلال الفترة التي تولى فيها صاحب مقولة "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " في الفترة الممتدة من 19 جوان 1965 إلى 27 ديسمبر 1978، شدد على أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية أنه ثابت ولن يتغير مهما كانت الظروف بقوله " لا تفاوض، لا تطبيع، ولا تعامل مع العدو " وهو ما شهد له به الرئيس الراحل ياسر عرفات كوفاء غير مشروط لأصحاب الأرض المقدسة. هذا وكان بومدين بمقولاته التي سايرت وتساير مختلف الظروف والمراحل التي مرت وتمر بها الجزائر حتى ما تعلق بمعركة الأزمات، قال ذات مرة متنبئّا بتلك الصعوبات "إن تاريخ الشعوب ليس إلا سلسلة من المعارك المتنوعة تخرج ظافرة من معركة لتدخل مزودة بسلاح جديد إلى معركة جديدة، فإذا كنا قد خرجنا من معركة الاستقلال فإن ذلك إلا سلاحاً لابد منه لخوض معركة أخرى هي معركة النهضة والرقي والحياة".