الانخراط في الاستراتيجية الوطنية دعت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، في الجلسات الوطنية حول البيئة والاقتصاد التدويري ببومرداس «إلى ضرورة تبني هذا النظام الحديث وتغيير سلبيات الاقتصاد الخطي عن طريق اعتماد أساليب ترشيد الاستهلاك وابتكار طرق جديدة للإنتاج وتثمين النفايات ورسكلتها كنظام اقتصادي متكامل ومتماسك يساهم في ترقية الاقتصاد الوطني ويساعد على مكافحة التهديدات والسلبيات التي تواجه البيئة في الجزائر.. قالت وزيرة البيئة في كلمتها الافتتاحية أمام المشاركين والفاعلين الاقتصاديين «إن مثل هذه اللقاءات التشاورية حول ملف البيئة ورسكلة النفايات ستشكل لبنة أساسية لكل التصورات الاقتصادية والاجتماعية التي سنبنيها مستقبلا حول أهمية تثمين النفايات عن طريق الرسكلة واعتماد منظومة الاقتصاد التدويري لترقية الإنتاج الوطني. كما أكدت وزيرة البيئة أيضا «أن هذا اللقاء يشكل فرصة ثمينة لمناقشة الأبعاد المختلفة للاقتصاد التدويري من أجل بعث وتفعيل المحاور الرئيسية التي يعتمد عليها وتتمثل في ثلاثية مهمة هي الإنتاج المستدام الأكثر نقاء، الاستهلاك المستدام وكذلك رسكلة النفايات وتحويلها إلى مواد أولية في المجال الاقتصادي على حد قولها. وخلال عرضها لواقع قطاع البيئة وأهم المؤشرات الاقتصادية المستقبلية انطلاقا من الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بالتنمية المستدامة المسطرة حتى مطلع 2035، أبرزت رزواطي «أن المعطيات المستخلصة والتوقعات المنتظرة في مجال التثمين الاقتصادي للنفايات بالجزائر بإمكانها تثمين 34 مليون طن من النفايات منها 13 مليون طن من النفايات المنزلية والمشابهة بقيمة تجارية تتعدى 40 مليار دينار سنويا وبإمكانها خلق 100 ألف منصب شغل منها 40 ألف منصب مباشر». إلى جانب هذا أشارت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة بالمناسبة»إلى المجهودات التي بذلتها الدولة في مجال تسجيل المشاريع المتعلقة بمعالجة ظاهرة النفايات وتثمينها اقتصاديا انطلاقا من هذه الاستراتيجية المستدامة الهادفة إلى تحقيق اقتصاد متنوع وهذا بقيمة تجاوزت 67 مليار دينار منها 53 بالمائة خصصت لإنجاز مراكز الردم التقني على مستوى ولايات الوطن للقضاء النهائي على المفرغات العشوائية مطلع سنة 2024 للمساهمة في حماية البيئة والتقليل من تداعيات التغيرات المناخية. ودعت زرواطي الشركاء الاقتصاديين والخبراء والمشاركين في الجلسات الثانية للاقتصاد التدويري ببومرداس بعد لقاء البليدة «إلى ضرورة الانخراط في هذا المسعى والتجند لتحقيق الأهداف المسطرة في هذه الإستراتيجية الوطنية الرامية إلى تحقيق أسس الاقتصاد التدويري»، مع الإشارة أيضا أن اللقاء الثاني الذي حضره أزيد من 400 مشارك سيتواصل اليوم عبر تقديم مداخلات ومقترحات ونقاشات أخرى ستعرفها الورشات التسع، في انتظار الخروج بتوصيات نهائية ستكون ورقة طريق مستقبلية لتثمين الاقتصاد التدويري.