يواجه منتخب آمال الجزائر اليوم نظيره الزامبي لحساب مباراة الإياب من الدور التصفوي الثالث، المؤهل إلى الألعاب الأولمبية 2012 المقرر اجراؤها بالعاصمة البريطانية الصائفة المقبلة، في آخر محطة قبل الدورة التصفوية النهائية والممكن اقامتها بالجزائر نهاية السنة الجارية. وكان مشوار الأولمبيين في هذه التصفيات مشرفا جدا، وصار حلم التأهل إلى الأولمبياد أقرب إلى الحقيقة منه إلى الخيال بعد أكثر من ثلاثة عقود كاملة عن آخر مشاركة أولمبية للجزائر سنة 1980 التي أقيمت بموسكو. فيما خصص الدور التمهيدي للفرق المتواجدة في المراتب الأخيرة.. مما سمح لمنتخب آمال الجزائر بتفادي إجراء مباراتين رسميتين، واستغل الطاقم الفني الوطني الفرصة لتكثيف التحضيرات وبرمجة تربصات استعدادا للمشوار الشاق الذي كان ينتظر منتخبنا الأولمبي. البداية من بولوغين انطلاقة المنتخب الأولمبي الوطني كانت في السادس والعشرين من شهر مارس الماضي، قبل يوم واحد فقط من موقعة عنابة بين المنتخب الأول ونظيره المغربي، وأوقعته القرعة أمام المنتخب الأولمبي الملغاشي بملعب عمر حمادي ببولوغين أين أقيمت المباراة. وعرفت المقابلة أجواءا مثيرة نظرا للرغبة القوية في الفوز التي دخل بها اشبال المدرب آيت جودي أرضية الميدان، والآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليهم في هذا اللقاء من أجل تحقيق نتيجة ايجابية تسمح لهم بلعب مباراة العودة بمدغشقر بأريحية أكثر، وهو ما تحقق فعلا، حيث تمكن رفقاء الحارس معزوزي من الفوز بثلاثية نظيفة كان نصيب الوافد الجديد شلالي المحترف باليونان هدفان، إضافة إلى مصفار في العشر دقائق الأخيرة من اللقاء. كما شهدت المباراة أخطاء دفاعية عديدة من الجانب الجزائري باعتراف آيت جودي، وهذا راجع لنقص الانسجام بين العناصر الوطنية، وحاجتهم إلى وقت أطول لتحسين مردودهم الجماعي، ولحسن الحظ كانت تغييرات المدرب خلال المباراة في محلها، وجنبت الجزائر تلقي أهداف بعقر دارها رغم السرعة والخطورة التي تميز بها مهاجمو منتخب مدغشقر، ولولا صلابة الدفاع بقيادة المتألق القبائلي خليلي لكانت نتيجة اللقاء مخالفة. نتيجة (3 0) كان وقعها ايجابي جدا على اشبال آيت جودي، حيث منحتهم ثقة كبيرة في قدراتهم خاصة بحضور شخصيات كثيرة بمدرجات بولوغين، وعلى رأسهم محمد روراوة الذي رغم انشغاله بمباراة عنابة إلا أنه أبي إلا أن يحضر اللقاء لتشجيع رفقاء عواج، ويؤكد لهم اهتمام مسؤولي الاتحادية بمستقبل الكرة الجزائرية المتمثل في المنتخب الأولمبي. تأكيد نتيجة الجزائر بعد خمسة عشر يوم من مباراة الذهاب والتي انتهت بثلاثية لصالح أولمبيي الجزائر، كان هؤلاء على موعد مع لقاء العودة بمدغشقر في العاشر من أفريل الماضي، في مهمة كانت تبدو صعبة قبل التنقل لمواجهة المنتخب الملغاشي، هذا الأخير، كان عازما على رد الاعتبار لنفسه، واثبات أن نتيجة الذهاب لا تعكس المستوى الحقيقي للكرة في مدغشقر ودخل لاعبوه ارضية ملعب »ماهاماسينا« وكلهم ارادة في مباغتة ضيوفهم وترجيح الكفة لصالحهم على أمل خطف التأهل من الجزائر، لكن ما حصل كان مفاجئا لأصحاب الأرض والجمهور، حيث اصطدموا بعزيمة أكبر من عزيمتهم خصهم بها أشبال آيت جودي، وتمكن الخضر من افتتاح باب التسجيل بعد مرور دقيقتين فقط من بداية المباراة إثر خطأ فادحا من دفاع المنافس كلفهم توغل مصفار في منطقة عملياتهم وتمريرة ماسمة لزميله الجناح الأيمن عواج حولها إلى هدف اخلط به أوراق الملغاشيين، وجدد كل أمالهم في العودة في النتيجة. هذا الهدف لم يثن من عزيمة لاعبينا، بل منحهم قوة أكبر إرادة مضاعفة في تحقيق نتيجة أكبر، حيث واصلوا خلق الفرص وتهديد مرمى المنتخب المضيف. ولكن لسوء الحظ لم يتمكنوا من ترجمة محاولاتهم إلى أهداف، لتنتهي المباراة بهدف دون لصالح أولمبيي الجزائر ضمنوا بها التأهل إلى الدور الثالث من رحلة تصفيات الأولمبياد اللندني 2012. للإشارة، جرت المقابلة في ظروف مثالية بعد الاستقبال المميز الذي حظي به منتخبنا الوطني عند وصوله إلى مدغشقر. النجم أمير سعيود في الدور الثالث، التقى المنتخب الجزائري لأقل من 23 سنة نظيره الزامبي، في مباراة الذهاب التي جرت بملعب 20 أوت بالعاصمة، شهدت التحاق اللاعب الواعد لنادي الأهلي المصري أمير سعيود، وكان منتظرا منه الكثير لاحداث الفارق خلال المباراة، وما يؤكد ذلك هو بناء استراتيجية لعب المنتخب على هذا اللاعب من طرف المدرب آيت جودي. لقاء زامبيا لم يكن مختلفا كثيرا عن سابقه أمام مدغشقر، وعرف سيطرة كلية من زملاء شلالي على مجريات اللعب، ولم ينتظر سعيود كثيرا ليؤكد أنه يشكل اضافة نوعية للفريق الوطني، ويثبت الامكانيات التي يتمتع بها جعلت الصحافة المصرية تصفه بخليفة أبو تريكة، حيث قدم تمريرتين حاسمين في شوط المباراة الأول، الأولى لزميله عواج افتتح بها النتيجة، والأخرى بعد مخالفة محكمة نفذها اللاعب ليهدي زميله بلعمري كرة من ذهب أسكنها برأسه شباك الحارس الزامبي. الشوط الثاني عرف سيطرة متواصلة من جانب الجزائريين، أتت بالهدف الثالث وبطريقة رائعة من توقيع عواج صاحب الثنائية والأداء المميز، جعلته يتحول إلى قوة ضاربة لآمال الجزائر إلى جانب سعيود، لتنتهي المباراة على هذه النتيجة منحت لاعبينا قوة معنوية اضافية .