وصل المنتخب الأولمبي لأصعب مرحلة تصفوية لكون كل شيء سيحسم فيها خلال مبارتي الذهاب والإيّاب عكس الدور الأخير، حيث سيلعب بنظام مجموعة من ثمانية منتخبات ويتأهل الثلاثة الأوائل مباشرة على أن يلعب صاحب المركز الرابع مقابلة فاصلة ضد رابع التصفيات الآسيوية والاستفهام المطروح حاليا هو هل سيحافظ رفقاء علي قشي على الصورة الرائعة التي منحتهم تتويجا شرفيا بدورة طنجة المغربية وهل سيحافظون على الروح الانتصارية التي اكتسبوها أمام المنتخب الملغاشي ويضيفون منتخب زامبيا لقائمة ضحاياهم لكتابة تاريخ جديد...؟ كل هذه الاستفهامات وغيرها سيجيب عنها آيت جودي في حينها. زامبيا شاركت مرتين في الأولمبياد سبق للمنتخب الزامبي وأن شارك مرتين في نهائيات الأولمبياد، فالمرة الأولى كانت بحضور المنتخب الجزائري بموسكو 1980 ووقتها كانت مشاركته جد محتشمة حيث انهزم في مبارياته الثلاث وبشكل تصاعدي بهدف أمام كوبا وهدفين أمام فنزويلا وثلاثية أمام روسيا، أما مشاركته الثانية فقد كانت في نهائيات سيول 1988 وفيها فجّر منتخب التماسيح مفاجآت من العيار الثقيل، فبعد بداية هادئة وتعادل مع العراق 2-2 اكتسحوا منتخب إيطاليا برباعية نظيفة مع الرأفة وكانت وقتها النتيجة الأبرز في دورة كرة القدم لكونها كانت من منتخب إفريقي مغمور تفوّق على أقوى دفاع في العالم وهو لاسكوادرا التي كانت منتشية بحملها لكأس العالم في تلك الفترة. ولا تزال كل زامبيا تمجّد تاريخ 19 سبتمبر 1988 المصادف لعبثهم بريطاليا. ولم يتوقف الطوفان الزامبي عند هذا الحد، بل جرف معه منتخب غواتيمالا برباعية أخرى لتتصدّر مجموعتها. لكن المنطق الرفريقي كان سيد الموقف، ففي الوقت الذي رشح فيه هذا المنتخب للوصول إلى “البوديوم”، ظهر مشلولا أمام الماكينات الجرمانية التي هزمته في الدور ربع النهائي برباعية وكان ذلك آخر ظهور لزامبيا في نهائيات الأولمبياد. الجزائر وزامبيا لعبا في مجموعة واحدة في 2004 سبق للمنتخبين الأولمبيين الجزائري والزامبي أن التقيا لكن في دور المجموعات للتصفيات المؤهلة لأولمبياد أثينا وتبادلا الفوز، ففي مباراة الذهاب بالجزائر فاز “الخضر” بهدف علي حاجي لكن في لوزاكا منتخب الرصاصات النحاسية كان شرسا جدا وتمكّن من الوصول 4 مرات كاملة لشباك الحارس عبدوني مقابل هدفين وقّعهما الحاج بوقاش. وهذين المباراتين تعدان بمثابة تحذير هام للنخبة الوطنية من أجل التركيز أكثر، خاصة وأن مباراة الذهاب بالجزائر في الفترة الممتدة بين 3 و5 جوان 2011 على أن يجرى لقاء الإياب بزامبيا بين 17 و19 جوان واللعب في هذه الفترة بأدغال إفريقيا سيكون مختلفا تماما عمّا كان عليه الحال مؤخرا في أنتاناريفو بمدغشقر. هل سيعود “الخضر للنخبة” الأولمبية؟ منتخبنا الأول لكرة القدم انتظر 24 سنة كاملة ليسجل عودته للنخبة العالمية واليوم الاستفهام المطروح هو : هل يكفي الغياب لمدة 32 سنة لكي نعود للنخبة الأولمبية...؟ عموما وفي كل الحالات التأهل لأولمبياد عاصمة الضباب من شأنه أن يزيد من دفع العجلة الكروية نحو الاحترافية، لأن الاحتراف الحقيقي يحتم علينا التواجد في المواعيد الكبيرة ومقارعة الكبار، والألعاب الأولمبية كانت ولا تزال وستظل المنافسة الرياضية رقم واحد في العالم وغيابنا عنها يعني أننا مازلنا متخلفين عن الركب ولكل هذا يجب أن نتأهل. الخضر لعبوا 39 مقابلة في التصفيات الأولمبية باحتساب المواجهتين اللتين لعبهما أشبال آيت جودي في تصفيات أولمبياد لندن 2012، فإن “الخضر” يكونوا قد لعبوا لحد الآن 39 مباراة تصفوية أولمبية وخلالها تمكّنوا من تحقيق 13 فوزا مقابل 10 تعادلات و16 خسارة مع تسجيل 52 هدفا وتلقي 50 هدفا. من عميروش إلى عواج إذا كان هدّاف رائد القبة عميروش قد اكتفى خلال نهائيات “الكان” بتسجيل هدف واحد في مرمى اثيوبيا، فقد كان أول من سجل للجزائر في التصفيات الأولمبية في باكورة مبارياتها بطرابلس أمام ليبيا. والملاحظ أن نفس اللاعب سجل ثنائية على نفس الخصم أي أنه سجل ثلاثة أهداف متتالية وهو ما كرّره حسن لالماس بعده في الدور الموالي أمام غينيا ليكون آخر هدف بإمضاء عواج الذي وقّعه في مدغشقر وبينهما أهداف كثيرة للخضر لكنها لم تكف لبلوغ الأولمبياد سوى مرة واحدة. بن سعيد حطم رقم بن ساولة تسجيل ثنائية في مباراة واحدة خلال التصفيات الأولمبية أمر يجب الوقوف عنده بعد عميروش ولالماس في تصفيات 1968 هناك مناد ضد السودان في افتتاح ملعب 19 ماي يوم 10 جويلية 1987 ثم الحاج بوڤاش في لوزاكا خلال تصفيات 2004 وأخيرا شلالي ضد المنتخب الملغاشي. وكان بن ساولة قد تفوق على هؤلاء بإحرازه لهاتريك في الدارالبيضاء المغربية في افتتاح ملعبها الكبير، لكن هذا الرقم المسجل عام 1979 تحطم بعد 24 سنة كاملة عن طريق العنابي عدلان بن سعيد الذي أحرز لوحده عام 2003 رباعية في مرمى منتخب التشادي في الدور التمهيدي لتصفيات أثينا 2004. ماركة “بلومية” مسجلة يحتم علينا التاريخ الكروي للخضر نزع قبعة الاحترام للأسطورة لخضر بلومي الذي أفنى شبابه مع “الخضر” وترك بصماته التي امتدت حتى للأولمبياد، فهو حتى الآن ما يزال هدّاف الجزائر الأول في النهائيات الأولمبية بعد أن سجل أول هدف ضد سوريا وآخر هدف للخضر في مرمى الثيران الإسبانية. وكان بلومي قد سجل في أول مباراة له بالتصفيات وفي أول دقيقة ضد مالي يوم 6 أفريل 1979 بملعب 5 جويلية، وهو ما جعله وقتها يشتهر بصاحب الأهداف الحاسمة. ففي نهائيات كأس إفريقيا، سجل أول وآخر هدف للخضر خلال فترة الثمانينيات وكلاهما ضد المغرب في دورتي 1980 ثم 1988 أما في المونديال فقد سجل هدف أغلى انتصار للخضر أمام ألمانيا. ولهذه الإنجازات وغيرها حجز ابن مدينة الأمير عبد القادر مكانة ضمن أحسن اللاعبين الأفارقة لكل الأوقات.