عاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس إلى مسالة التكفل بعلاج المواطنين في كل أنحاء البلاد وفق ما تقتضيه السياسة الوطنية مشددا على الإجراءات الأخيرة الممنوحة للأطباء المختصين في هذا المجال. وذكر الوزير بالتحفيزات الكبيرة الممنوحة للأطباء المختصين للعمل بالخصوص في الجنوب والهضاب العليا. وهي مناطق تشهد نقصا كبيرا في الخدمات الصحية على مستوى المستشفيات العمومية ما تسبب في وقوع اختلال توازن بين المناطق الشمالية والجنوبية. وجاءت التدابير المتخذة بعد جلسات حول الصحة في إطار السياسة الوطنية للصحة التي تعمل على إيجاد حل جدير للخروج من هذه الأزمة التي باتت تؤرق المواطنين الذين يقطنون في المناطق النائية حيث سطرت الوزارة الوصية برنامجا خصصت فيه 600 سكن وظيفي للأطباء المختصين على مستوى ولايات الجنوب والهضاب العليا. وهو ما كشف عنه جمال ولد عباس خلال رده على سؤال لنائب بالمجلس الشعبي الوطني حول نقص الأطباء المختصين عبر الولايات مؤكدا ان 1900 طبيب مختص جديد ينهون تكوينهم هذه السنة سوف ينتقلون للعمل بهذه المناطق مع تقديم لهم امتيازات تحفيزية كالسكن والأجور والتعويضات والمنح. وفي نفس السياق اضاف ولد عباس ان وزارتي الصحة والتعليم العالي تقوم ببذل مجهودات فعالة في إطار رفع مستوى التكوين مشيرا انه سجل قفزة نوعية خلال هذه السنة مقارنة بالأعوام الفارطة . وهذا ما توضحه أهمية الخدمة المدنية التي دار حولها جدال عميق ومفاوضات دامت أكثر من ثلاث أشهر بين أعضاء التكتل المستقل للأطباء المقيمين والوزارة الوصية وتشمل توزيعهم على المراكز الصحية التي تعرف نقصا في الأطباء المختصين وتركت المواطن تحت محنة التنقل إلى مستشفيات بعيدة. وقد نقلت «الشعب» في استطلاع سابق قادها إلى مختلف المصالح الاستشفائية بالعاصمة لا سيما المستشفى الجامعي مصطفى باشا وقائع معاناة المرضى القادمين من ولايات بعيدة كالمدية، تيزي وزو، بوسعادة في التنقل إلى المراكز الصحية البعيدة لضمان العلاج . وأكد لنا أكثر من مريض ممن استنكروا مطلب الغاء الخدمة المدنية للأطباء المقيمين ان مستشفيات ولايات الجنوب تعاني من مشاكل كثيرة في ظل نقص الإمكانات وقلة الأطباء المختصين التي تحول دون ضمان تغطية صحية ملائمة للمواطنين ما أدى بهم إلى تحمل مشقة السفر والكلفة المادية والتنقل الى مناطق بعيدة لعلهم يجدون رعاية أفضل لمعالجتهم من المرض. وفي هذا الإطار كشف وزير الصحة انه ثم رصد غلاف مالي بقيمة 6,45 مليار دج لبناء مستشفى جديد بولاية الشلف تم تسليمه في سنة 2010 وتحويل مصلحة الاستعجالات الطبية ببوقادير الى مركز علم الغدد وكذا بناء مستشفى للأمراض العقلية بمدينة التنس. وأعلن المسؤول عن إنشاء مركز لمكافحة السرطان بتمويل من صندوق النقد الدولي وان لجنة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستحل قريبا بالجزائر لزيارة ومعاينة مراكز السرطان . وأشار ولد عباس أان ولاية الشلف استفادت من جهود معتبرة في مجال التغطية الصحية مستدلا بتوفرها على 1300 طبيب من بينهم 420 عام في المؤسسات الاستشفائية العمومية و173 فقط في القطاع الخاص، فيما ينشط 221 طبيبا مختصا في القطاع العمومي مقابل 89 في الخاص. وعلى نفس المنوال يجري العمل بالمناطق الأخرى من اجل ضمان مجانية العلاج لكل الجزائريين بعيدا عن أي إهمال وتقاعس . فاطمة الزهراء طبة