نظمت، أمس، المديرية العامة لأمن ولاية الجزائر يوما تحسيسيا وإعلاميا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بهدف التوعية بخطورة انتشار الظاهرة التي استفحلت بالجزائر وجعلت منها منطقة استهلاك بعد أن كانت وسيط عبور .وتم في مقر الأمن العمومي بباب الزوار، عرض الكثير من الصور الوثائق والملصقات التحسيسية التي تتناول ظاهرة المخدرات منذ بدايتها بالتدخين إلى غاية الإدمان. من جهة أخرى قدم امن ولاية الجزائر حصيلة السداسي الأول لهذه السنة لقضايا المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث تم تسجيل 563 قضية وتم معالجة 540 منها، تورط فيها جزائريون وأجانب قصر وبالغون من كلا الجنسين. وبالنسبة للمواد المسترجعة خلال هذا السداسي تم حجز 24 كلغ و589,48 غرام من القنب الهندي و33 ألف و83,25 قرص وقارورتين من المخدرات الصلبة و841,7 غرام من الهرويين و39 من الكراك، بالإضافة إلى 5 كبسولات من الهيروين و30 غرام خليط بين الهيروين والبراسيتامول وامتبرتيرين. وفي هذا السياق قال بلعربي رئيس المصلحة المركزية للصحة والنشاط الاجتماعي والرياضة لأمن ولاية الجزائر، أن ''مثل هذه التظاهرات هي على مدار السنة وأصبحت تقليدا الهدف من ورائها محاولة التخفيف من انتشار الظاهرة والوقاية منها''. وأشار بلعربي إلى أن قوات الأمن وفرق مكافحة المخدرات في كفاح يومي مع مروجي هذه السموم التي تستهدف بالدرجة الأولى الشباب وحتى القصر في المدارس والثانويات، مشيرا إلى أن هناك اهتمام دائم ومتواصل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. من جانبه، قال رئيس امن ولاية الجزائر محمد سرير أن السلطات العمومية في البلاد تدق ناقوس الخطر لانتشار هذه العقاقير بشكل مخيف في السنوات الأخيرة مقارنة بالثمانينات. ودعا محمد سرير داعيا إلى مشاركة كل الأطراف وتضافر الجهود خاصة المجتمع المدني للمشاركة في التحسيس بخطورة هذه السموم والتقليل من انتشارها، مشيرا إلى أن القمع موجه للمروجين والتحسيس والتكفل للمدمنين باعتبارهم مرضى لا متهمين. وقدم خلال هذه التظاهرة التحسيسية صورة عن مدى تطور المخدرات بالجزائر قبل الاستقلال إلى يومنا هذا والتشريعات والأجهزة التي أنشأتها كاستراتيجية لمواكبة التطور الحاصل في الاتجار بهذه السموم بما يتوافق والاتفاقيات التي صادقت عليها، آخرها إعادة هيكلة الفرق المتخصصة في مكافحة جرائم المخدرات في شكل فرق بحث وتحر. وسجلت الجمعيات حضورا قويا على غرار جمعية رعاية الشباب حيث قال رئيسها عبد الكريم عبيدات: أن المخدرات ليس لها مظهر اجتماعي محدد ف 40٪ من المدمنين أميون و15٪ جامعيون والبطال الضحية الأكبر. وبخصوص الجنس النسوي أكد عبيدات أن معظم الفتيات مابين 18و22 سنة يتناولنها عن طريق «الرنقيلة» في النوادي وقاعات الشاي سواء للفضول أو البحث عن المتعة ليقعن في شباكها، ناهيك عن استفحال الظاهرة في الوسط المدرسي. واستعرض المتدخلون أهم الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات، حيث أكدت لوار حورية رئيسة جمعية إطارات إعلام وتنشيط الشباب أن معظم المدمنين بدأوا خطواتهم الأولى عن طريق التدخين والأسباب عديدة أهمها مصاحبة أصدقاء السوء والفراغ النفسي الذي يعيشه الشباب وضعف الوازع الديني. وأضافت لوار حورية، أن هناك من أدمن نتيجة للجوئه إلى مسكنات دون استشارة الطبيب، ولا ننسى وجود العصابات المتخصصة في الترويج للمخدرات.