بعض وسائل الاعلام لم تكلف نفسها عناء البحث عن مصادر الخبر، وحفظ قداسة المعلومة في أدبيات المهنة، لم تكتف بمعالجة أخبار مغلوطة لا أساس لها من الصحة، بل راحت تقتات معلوماتها من العالم الافتراضي، للإثارة وجلب أكبر قدر من المتصفحين، ضاربة المصداقية عرض الحائط، كأن السبق الصحفي لا يستحق تقديم الخبر من مصادره الموثوقة والمصنفة في مهنة المتاعب. ولعل نشر خبر توقيف الجمركي الذي أحبط محاولة فرار رجل الأعمال السابق، علي حداد بمركز أم الطبول، يحمل الكثير من النوايا الخبيثة، أراد أصحابها تعميق الهوة بين الشعب ومصالح الأمن والعدالة، وإلا لماذا ينشر خبر التوقيف دون مصدر موثوق للمعلومة، بل ان تغريدة عبر الوسائط الافتراضية، نقلتها بعض المواقع الالكترونية وتناولتها، مستندة إلى مصدر كاذب، الهدف منها الاساءة للمهنة أكثر من المساهمة في ترقيتها والدفاع عنها، ناهيك عن ما يسببه الخبر الكاذب، من احباط في نفوس الشرفاء والغيورين لمواصلة حربهم ضد هؤلاء المفسدين، والترصد لهم كل من موقعه . اذا كانت الاخبار المغلوطة تنزل على صفحات الوسيلة الاعلامية أو تمر عبر شريط أخبار القنوات، ولا يكترث صاحبها بهول ما بدر منه، فعلى المهنة السلام، وعلى القارئ والمواطن فضح مثل هذه السلوكيات الغريبة عن الصحافة، خاصة إذا كانت هذه الأخبار تهدد أمن واستقرار البلد، أو تمس بالحريات الفردية للأفراد، أو تحرض للمساس بالممتلكات العامة. منذ بداية الحراك انتشرت الأخبار المغلوطة وأصبحت كالهشيم تذروه رياح الاشاعات، فلا يمر يوم إلا ويتسابق المدونون إلى إرسال أشرطة فيديو مغلوطة و تحريفها عن الحقيقة، تمس بالأشخاص والهيئات. المواطن اليوم في حاجة إلى معلومة سليمة تنقل اليه كما هي دون تنميق ولا زيف، مهما كانت هذه المعلومة، فوصولها إليه موثوقة ومن مصادرها المألوفة، غير مغلوطة تمنحه الطمأنينة وعدم الاكتراث إلى الفايس بوك الذي صار يشتت الأبناء والأنباء، دون رقيب ولا وجيه.