أكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، أمس السبت، من عاصمة طاجكستان دوشانبى دعوة بلاده ''للقادة الليبيين الجدد'' إلى موسكو للتباحث معهم خصوصا في مستقبل مشاريع الطاقة وذلك بعد دخول المتمردين على نظام العقيد معمر القذافي إلى العاصمة طرابلس. وقال لافروف الذي يشارك في قمة رابطة الدول المستقلة المكرسة للذكرى العشرين لتأسيسها بطاكجستان في تصريحات صحفية: ''وجهنا دعوة للقادة الليبيين الجدد لاجراء محادثات بناءً على طلبهم وسنتناقش معهم حول عدة مواضيع''. وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) ميخائيل مارغيلوف الذي شارك في ''مؤتمر أصدقاء ليبيا'' في باريس، يوم أمس الخميس، صرح بأنه سلم دعوة لرئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل (الهيئة السياسية للمتمردين في ليبيا) لزيارة موسكو في أقرب وقت لبحث مجمل العلاقات الثنائية في المجالين السياسي والاقتصادي. كما أفاد مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي: بأنه تلقى من ممثلي المجلس الانتقالي الليبي من جديد دعوة لزيارة طرابلس وقال إنه مستعد للتوجه في أي وقت بمجرد أن يعاد افتتاح مطار طرابلس. وكانت روسيا أعلنت رسميا يوم الخميس اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي ''سلطة حاكمة'' في ليبيا. وكانت روسيا والصين امتنعتا عن التصويت ولم تستخدما حق الفيتو لنقض قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي صرح في مارس بالتدخل الدولي في ليبيا بهدف ''حماية المدنيين الليبيين''. كما أعلنت الصين على لسان نائب وزير خارجيتها شاى جون أنها ''تحترم دور المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وهي مستعدة لأقامة علاقات وثيقة معه''. وأضاف المسؤول الصيني خلال لقائه مع الرجل الثاني في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل: ''أن الصين مستعدة لتقديم مساعدة في إعادة اعمار ليبيا على مستوى قدراتها بعد الحرب وتأمل أن يأخذ المجلس الوطني الانتقالي بالحسبان هاجس الصين الأساسي ويحترم التزاماته ويضمن حقيقة مصالح الشركات الصينية في ليبيا''. وقال شاى لجبريل أثناء لقاء الجمعة في باريس بحسب الموقع الالكتروني لسفارة الصين في فرنسا: أن الصين العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الدولي الذي لم يعترف رسميا بالهيئة السياسية للمتمردين على نظام العقيد معمر القذافي. وقد مثل شاى الصين في المؤتمر حول ليبيا الذي انعقد الخميس في العاصمة الفرنسية لكن فقط بصفة مراقب . وتعهد جبريل بأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي ''سيحترم العقود الاقتصادية والتجارية التي أبرمتها الصين في السابق وسيتخذ التدابير الضرورية لحماية الأشخاص والممتلكات الصينية في ليبيا'' بحسب بيان السفارة الصينية. وكانت الصين أجلت في فيفري ومارس الماضيين من ليبيا حوالي 36 ألفا من رعاياها العاملين في مجالات الهيدروكربورات والبناء والسكك الحديدية والاتصالات. ومن جهته، أعلن وزير خارجية أندونيسيا الدكتور مارتى ناتا ليجاوا أن بلاده تدعم ''عملية الانتقال الديموقراطي السلمي'' في ليبيا بعد دخول المتمردين على نظام العقيد معمر القذافي الى العاصمة طرابلس. وقال ليجاوا في تصريح نشرته أمس صحيفة ''جاكرتا بوست'' إن الحكومة الأندونيسة تدعم المجلس الانتقالي الليبي في تنفيذ عملية الانتقال السلمي نحو الديموقراطية والذي يجب أن يعكس رغبة وتطلعات الشعب الليبي. وأشار بيان لوزير خارجية أندونيسيا إلى أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل تعهد في اجتماع باريس الأخير بوضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات عامة في غضون الأشهر القادمة وأن الموقف الأندونيسي المتخذ تجاه المجلس الانتقالي ''يستند على مبادىء مختلفة بما فى ذلك حماية المدنيين في النهاية وإجراء العملية السياسية''. ويذكر أن السفير اليبيي في جاكرتا محمد صلاح البشارى، والذي تقدم باستقالته من منصبه في أعقاب إندلاع حركة التمرد ضد القذافي في منتصف فيفري الماضى طالب الحكومة الأندونيسية في تصريحات له بتحديد موقفها وبالاعتراف بالمجلس الانتقالي.. وقد ظلت السفارة تعمل من خلال قائم بالأعمال حتى دخول المتمردين إلى العاصمة وقد تم رفع العلم الليبي الجديد على مبنى السفارة.