ستكون نيوزيلندا ضيف شرف الطبعة 16 لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم التي تحتضنها بلادنا بين 25 و30 ماي الجاري وبهذا تكون الجزائر قد اختارت على طريقتها تخليد أرواح الاعتداء الإرهابي الآثم على مسجدين بمدينة كريستيرتش بنيوزيلندا والذي خلف 49 شهيدا من بين المصلين الآمنين ، الذين توافدوا على المسجدين لأداء صلاة الجمعة ليباغتهم الإرهابي منفذ الاعتداء وينقض عليهم بسلاح أوتوماتيكي ويوثق جريمته ببثها مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مشهد رعب شبيه بالألعاب الالكترونية على الواب؟ هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع خلّف إدانة دولية واسعة كما خلّف موجة تضامن خارج نيوزيلندا وداخلها مع الضحايا، حيث شارك الآلاف من النيوزلنديين في تأبينية الضحايا 49 كما شاركوا بعدها مواطنوهم المسلمون صلاة الجمعة الأولى التي أعقبت الاعتداء، بحضور الوزيرة الأولى لنيوزيلندا التي توشحت الخمار التي تضعه المرأة المسلمة على رأسها في رسالة تضامن مع مسلمي هذا البلد الهادئ والمعروف بالتعايش والقبول بالآخر، وكانت قبل ذلك بأسبوع حضرت هذه الوزيرة جنازة الضحايا في خطورة واضحة عبرت من خلالها نيوزيلندا الرسمية والشعبية عن رفضها للإسلاموفوبيا وخطاب التحريض والكراهية ضد المسلمين الذي ينشره اليمين المتطرف وكان من نتائجه المباشرة هذا الاعتداء الآثم الذي هز نيوزيلندا والعالم يوم 13 مارس الماضي. إن الجزائر ومن خلال دعوة نيوزيلندا كضيف شرف في هذه الطبعة 16 لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم تعبر عن عرفانها بالتعامل الراقي للشعب النيوزيلندي مع شهداء تلك الحادثة وتأكيد منها على حرصها من أجل التمكين لثقافة التسامح والعيش معا بسلام والتصدي للعنف والإرهاب وعلى أنها تحترم الشعوب الراقية التي تؤمن برسالة التعايش والتسامح وتقف إلى جانب المظلوم بغض النظر عن عقيدته ، لونه اوقناعته. وهي كذلك نداء للعالم أجل الوقوف في وجه هذه الحملة الشنعاء التي تطال المسلمين في مختلف أنحاء العالم والتي أدت إلى تضاعف أعمال العنف والاعتداءات ضدهم وضد كل ما يمت بصلة إلى الإسلام. الأكيد أنها سابقة في الدول الإسلامية والعربية تقوم فيها دولة مسلمة باستضافة دولة أخرى غير مسلمة، لتكون ضيف شرف في واحدة من التظاهرات المرتبطة أساسا بعقيدة أخرى وبكتابها السماوي وهي جائزة القرآن الكريم، سنة حسنة بادرت إليها الجزائر تعد لبنة أساسية في التأسيس لحوار الديانات وهي في الوقت نفسه تذكير بأن ديننا الحنيف يدعو إلى احترام كل الديانات والمعتقدات بل أكثر من ذلك ربط إيمان الفرد المسلم بالإيمان بكتب الله جميعها ورسله كلهم.