يتجدّد مع كل موسم حصاد مشكل الطوابير أمام تعاونيات الحبوب الجافة بسيدي بلعباس، وهو ما يعكس ضعف وسائل التفريغ وقلة الإمكانيات المادية والبشرية المخصصة للعملية وكذا نقص التنظيم، حيث طالب فلاحو الولاية بتحسين ظروف استقبال الحمولات وتسهيل عمليات التفريغ بما في ذلك الإجراءات الإدارية. تتوقّع مديرية المصالح الفلاحية لولاية سيدي بلعباس جني ما يفوق المليونين و300 ألف قنطار من مختلف المحاصيل الزراعية، وهو الموسم الذي يعد وفيرا لكنه أقل من الموسم الماضي بنسبة 30 بالمائة، وحسب ذات المصالح، فإن الموسم الحالي يعتبر بالجيد بالنظر إلى قلة الأمطار، ولإنجاح حملة الحصاد والدرس التي انطلقت نهاية شهر رمضان فتحت التعاونيات الأربعة أبوابها لاستقبال منتوج الفلاحين، حيث وفّرت 325 آلة حصاد ومخازن تفوق سعتها الإجمالية المليون و800 ألف قنطار، كما نصّبت المديرية لجنة ولائية لمتابعة الحملة حتى نهايتها، هذا وكانت الإنطلاقة محتشمة خلال الأسبوع الأول لتزداد وتيرتها خلال الأسبوع الثاني بعد شهر رمضان وهو ما خلق ضغطا على التعاونيات، ودفع إلى تكرار سيناريو الطوابير أين يقضي الفلاحون ساعات أمام مداخل التعاونيات وحتى المبيت ليلا لضمان الأدوار الأولى في اليوم الموالي. وفي هذا الصدد أكد الفلاحون أن تعاونية سيدي بلعباس على سبيل المثال تعمل بوسيلة وزن واحدة وبعدد من العمال لا يتجاوز 500 عامل وهو العدد الذي يعتبر غير كافي مقارنة بعدد الشاحنات التي تصل إلى التعاونية، وما زاد من حدّة الضغط على التعاونية هو تغطيتها لعدد كبير من المقاطعات الفلاحية، وأضاف الفلاحون أن مشكل قدم آلات الحصاد ساهم أيضا في خسارة كميات كبيرة من المحاصيل على الرغم من توفر الولاية على مركب لإنتاج العتاد الفلاحي يقوم سنويا بإنتاج آلاف الحاصدات بشراكة جزائرية فلندية. ومن جهته، أكد قدور قادوم مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بسيدي بلعباس أن إدارة التعاونية وفرت كل التسهيلات لاستقبال جموع الفلاحين منذ انطلاق موسم الحصاد والدرس أواخر شهر ماي بتخصيص 17 نقطة جمع بطاقة إجمالية تتجاوز المليون و400 ألف قنطار، فضلا عن توفير الحاصدات والأكياس، كما تمّ كراء مخزنين إضافيين من عند مطاحن تابعة للخواص لتدارك النقص، وعن سبب حدوث الطوابير أكد ذات المسؤول أن المشكل يكمن في المدخل الوحيد للتعاونية الذي يغلق بمجرد دخول ثلاث أو أربع شاحنات فقط، داعيا الفلاحين إلى الصبر والتعاون مع العمال لتسهيل عمليات التفريغ، مشيرا إلى أن التعاونية تستقبل يوميا من 40 حتى 50 شاحنة. أما تعاونية الحبوب التابعة لبلدية مصطفى بن براهيم فقد تمكّنت خلال الأسبوع الأول من الحملة من جمع كمية 15 ألف قنطار، وتتوقّع استقبال 240 ألف قنطار بانخفاض يقدر بأزيد من 30 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي الأمر الذي يخلق أريحية للفلاحين من حيث الآلات، ظروف الاستقبال وقدرات التخزين التي تفوق 400 ألف قنطار.