اتجهت الاجراءات الأخيرة للحكومة ضمن برنامج المخطط الخماسي لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الى تحسين الإطار المعيشي والتنمية المستدامة، كما هو الشأن بولاية الشلف التي تشهد تحولات في مناحي الحياة بفعل سياسة المصالحة والاستقرار الأمني الذي فتح آفاقا جديدة بتجسيد مشاريع ملموسة رغم التحديات التي واجهتها. جريدة »الشعب« نزلت الى عمق هذه التحولات والتحديات التي طرحتها على محمود جامع، والي الشلف، من خلال حصة منتدى الإذاعة، حيث سجلنا تشريحا واقعيا هادئا وتشخيصا لمشاريع قطاعية وبلدية رصدت لها الدولة ميزانية تزيد عن 78 مليار دينار جزائري خصصت لهذه المنطقة، وفيما يلي نص الحديث: ''الشعب'': كان لقرارات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة منعرجا حاسما في تغيير واقع الهياكل المدرسية والتعليمية من البناء الجاهز الى مؤسسة جديدة تستجيب للمقاييس التربوية وظروف التمدرس، فإلى أي حد وصل الملف ضمن المعطيات الحالية؟ والي الشلف: بالفعل كان لقرار رئيس الجمهورية بإزالة المؤسسات التربوية والتعليمية والتكوينية وتعويضها بهياكل جديدة الأثر البالغ في حياة المتمدرسين وأوليائهم وترتيب شؤون القطاع ضمن 24 ثانوية، 13 منها من البناء الجاهز و 24 متوسطة من مجموع 57 التي تكفلت الدولة بعملية انجازها بالاضافة الى المجمعات الابتدائية وتدعيمها بأكثر من 200 قسم جديد، وقد سجلنا تقدما في الأهداف بنسبة فاقت 80 ٪ على أن يتم إنهاء هذه العملية مع أواخر .2009 أزيد من 4 ملايين دج للنقل المدرسي ب 15 بلدية ريفية ''الشعب'': الواقع الريفي وصعوبات تنقل التلاميذ الى المؤسسات النائية، كثيرا ما طرحه الأولياء في عملية تقييم النتائج، فما هي الاجراءات المتخذة للتكفل بالموضوع؟ الوالي: بالضبط، فالواقع الريفي حفز المصالح الولائية للتعامل بموضوعية وفق خصوصية الولاية التي يشكل فيها سكان الريف 40 ٪ من مجموع التعداد الإجاملي لسكان الشلف. ولما كانت معظم البلديات عاجزة من حيث الميزانية، فقد خصصنا 4 ملايين دينار جزائري و 500 ألف ل 15 بلدية ريفية كمنح للتسيير وشراء مادة المازوت وقطع الغيار، مع السماح بكراء الحافلات والتعامل مع الخواص لتلبية الطلب خاصة بالقرى والمداشر النائية. ولم نتوقف عند هذه الاجراءات العملية بل تكفلنا بإطعام 90 ألف ضمن 400 مطعم بالاضافة الى 23 مطعم آخر مسجل. القطب الجامعي لأولاد فارس من ضمن 22 قطبا على المستوى الوطني الجديد ''الشعب'': ماذا عن واقع القطب الجامعي لأولاد فارس، وانفتاحه على الواقع الاقتصادي والخدماتي والاجتماعي بالولاية؟ الوالي: هذا صحيح، القطب الجامعي لأولاد فارس من بين الانجازات الضخمة بالولاية ووجوده أحدث قفزة نوعية في ملف التعليم الجامعي بالشلف. فتعداد 27382 طالب جامعي هذه السنة تدعم باستلام 2000 مقعد بيداوجي جديد و 3 آلاف سرير، بالاضافة الى برنامج جديد يخص انجاز 7 آلاف مقعد بيداغوجي جديد، كما تمكنا من فتح معهد للهندسة المعمارية وآخر للرياضة البدنية. وهو ما يعكس بوضوح سياسة الاستثمار في العنصر البشري، كما وفرنا النقل الجامعي الخاص بالمقيمين والطلبة الذين يلتحقون بمنازلهم كل يوم سواء بالحافلات أو القطاع، لكن بقي انجاز خط بين الشلف وأولاد فارس عبر السكة الحديدية من المقترحات التي تقدمت بها الولاية. أما فيما يتعلق بانفتاح الجامعة على المحيط، فهذا يبقى من أوجه وصلاحية التسيير لإدارة الجامعة وما على الولاية إلا تدعيم هذا التوجه، لأن سياسة الدولة والقطاع تتجه نحو هذا الخيار لإعطاء فعالية للمؤسسة الجامعية، وجامعة الشلف لها القدرة من خلال عملية التأطير المتوفرة. قوائم توزيع السكنات مؤقتة وقابلة للتغيير 17 ألف وحدة ريفية لتثبيت السكان ''الشعب'': ظروف الاستقرار بالوسط الريفي ورغبة النازحين في العودة متوفرة في جل البلديات النائية، فإلى أي حد وصل تجسيد برنامج السكن الريفي مع العمليات المصاحبة له؟ الوالي: سبق وأن قلتم أن رغبة الرئيس في تغيير وجه هذه المنطقة عكسته زياراته ال 5 للولاية، وهذه حقيقة تبرز حرصه على طي مآسي المنطقة ومعاناة سكانها، ومن هنا كانت 15 ألف وحدة سكنية ريفية تصب في هذا الاتجاه، حيث تم تنفيذ انجاز سكنات محترمة بالوسط الريفي بكل البلديات ال ,35 ضمن برنامج انجاز ألف وحدة في المرحلة الأولى، ثم أضيف لها برنامج آخر من 5 آلاف وحدة خلال سنتي 2007 و 2008 زيادة على الحصة التي خصصت الى السكن الهش، حيث استفادت الولاية من 1500 وحدة. هذه الحصة غيرت وجه المناطق الريفية كما هو الحال بمداشر أولاد عباس وبني بوعتاب وبريرة وتاجنة وتلعصة وواد الفضة وحرشون والهرانفة والمرسى وتوڤريت والحجاج وغيرها. كما رافقت هذه العملية استفادة هؤلاء بأشكال الدعم الريفي الفلاحي الذي يضم عدة أنشطة حرفية. زيادة على توفير شروط الاستقرار كإنجاز المدارس وقاعات للعلاج وربط المسالك والطرقات وتوفير الماء الشروب والنقل المدرسي على مستوى هذه البلديات التي عاد بها النشاط التنموي بقوة. ''الشعب'': وماذا عن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية؟ الوالي: أؤكد لكم أن القوائم التي حركتها على مستوى لجان الدوائر والموجودة بحوزتي، ما هي إلا قوائم مؤقتة وقابلة للتغيير إذا قدمت بشأنها طعون مؤسسة، فإن استبدال أسماء بأسماء قد يقع في لحظة وهذا هو الإجراء الذي أعد به سكان الولاية. لكن دعني أعود الى المشكل الذي طرحته حول سكان منطقة بنت لحول بواد السلي القاطنين بالقرب من مركز التكوين المهني الجديد، فالنظر في قضية جمعهم في مجمع سكني يحتاج الى عمليات أخرى، وسننظر في المشكل هذه الأيام. السكن الجاهز: إجراءات الحكومة تطبق ميدانيا و 758 ''براكة'' بدون وثائق برنامج السكن بكل أشكاله يعرف تطورا ملموسا ميدانيا بالرغم من العوائق في بعض المناطق لتجسيد برنامج 6300 وحدة سكنية الخاصة بالبناء الجاهز عبر 3 مراكز عمرانية جديدة، لكن أؤكد لك أن لجان الدراسة والاحصاء التي يترأسها رئيس المجلس الشعبي الولائي وصلت الى وجود 570 مؤجر من بينهم 1757 طلب شراء و758 ''براكة''يقطنها أصحابها بدون وثائق. إنجاز الحواجز المائية وشق الطرقات مسائل استراتيجية ''الشعب'': إنعاش المنطقة فلاحيا وتوفير مياه الشرب تحديات أخرى، فكيف تقيمون الوضع؟ الوالي: نظرتنا تتجه نحو جعل السدود الكبيرة والحواجز المائية وتخصيصها للسقي الفلاحي، طبعا إذا انتظم الفلاحون في تنظيم جمعوي خاص بالحواجز المائية، والمثال موجود في منطقة حرشون وهذا كله بغية تنشيط الواقع الفلاحي، فسد تاغزولت وتلعصة الدراسة جارية بهما. أما سد الدير الذي يضم 3 ولايات تيبازة وعين الدفلى والشلف، فإن مياهه المخصصة للمنطقة ستزود المناطق الساحلية خاصة بريرة بالماء الشروب، لأن انجاز محطة ثانية لتصفية مياه البحر بسعة 200 ألف متر مكعب من شأنه أن يقضي على المشكل. لكن ما يمكن ملاحظته، فإن بلدية الشلف التي تواجه مشكل شبكة الماء الشروب لقدمها وهي بحاجة الى تجديد والعمل ينصب على هذا الجانب. أما مسألة الطرقات وفتح المسالك، فقد عرفت قفزة نوعية وهذا بشهادة المواطن، فتصليح وترميم الطرق البلدية وازدواجية الطريق بين تنس وتسمسيلت من أهم المشاريع في الإنطلاقة التنموية بالجهة. ''الشعب'': نظافة المحيط والصحة منعرج آخر في انشغالات الولاية؟ الوالي: هذا صحيح نقائص كبيرة عملنا على إزالتها، بعض منها ناجم عن سلوكات المواطن والبعض الآخر تقصير من المصالح المعنية، فحتى مركز الردم يحتاج الى تسيير أفضل، في انتظار تطبيق تعليمات الحكومة لتسيير هذه المراكز على المستوى الوطني، لكن ستدعم هذه العملية بمفرغات مراقبة بعدة بلديات. فرفع هذا التحدي من شأنه أن يعطي للواقع الصحي دفعا ملموسا خاصة بعد تجسيد مستشفى عين مران وتنس للأمراض العقلية والمركز الجهوي للسرطان بالشلف ومستشفى 240 سرير الذي وصلت به الأشغال الى نهايتها بالاضافة الى جناح الاستعجالات بكل من واد الفضة وبوقادير وبني حواء. ''الشعب'': الولاية أصبحت لها سمعة رياضية، ونتائج تخص التكوين المهني، فكيف تعاملتم مع الملفين؟ الوالي: هذا واقع ونتائج الولاية معروفة على المستوى الوطني. فالمركبات الجوارية والملاعب المنجزة والجارية كما هو الشأن بواد الفضة وتنس وملعبها المعشوشب طبيعيا وبالاضافة مركز التكوين الجهوي بالشلف الموجود بجوار مركب بومزراق. هذا التوجه يرافقه مجهود الولاية في المنشآت التكوينية المهنية المنجزة والجاري إنجازها والتي تتجه وفق سياسة التكوين للأشخاص بدون مستوى دراسي. ''الشعب'': أفهم من ذلك، وحسب تقييم إجمالي أن الولاية ورشة كبرى؟ الوالي: هذا واقع لا ينكره جاحد، فالولاية ورشة بفضل تخصيص 78 مليار دج لكل القطاعات والمخططات البلدية استهلكت الى غاية أوت 40 مليار. ما بقي لنا إلا تثمين برنامج الرئيس الذي كان بالفعل نعمة في مساعيه والسكان يشهدون على ذلك، ولا يبقى علينا إلا العمل والصرامة وشكرا لجريدتكم التي تعد مدرسة الإعلام الوطني المكتوب، فالتقدير لهذا الهرم الوطني. ------------------------------------------------------------------------