نفس الأسباب والانشغالات المتعلقة بمشاكل التنمية المحلية ونقص المتابعة من قبل السلطات المحلية لطبيعة سير المرافق العمومية وتدني الخدمات الأساسية، يشترك فيها أغلب سكان بلديات بومرداس أبرزها الجبلية التي كانت معاناتها مضاعفة، وتواجه صعوبات أكبر ناجمة عن الظروف الطبيعية التي جعلت بعض المشاريع والخدمات لا تتجسّد أو متقطعة خاصة منها نقل المسافرين، النقل المدرسي، مياه الشرب، الصرف الصحي، السكن الريفي الصحة وغيرها. هذه الانشغالات الأساسية اليومية التي كان من المفروض أن تكون المهمة الرئيسية للبلدية وسلطات الدائرة، هي التي أخرجت نهاية الأسبوع سكان قرى بلدية بني عمران إلى وقفة أمام مقر الولاية، ونقل مشاكلهم إلى السلطات المحلية، في رسالة واضحة عن تقاعس المسؤولين المحليين في مرافقة سكان هذه المناطق الجبلية عن طريق الاهتمام بتهيئة الطرق الريفية، ضمان ديمومة النقل العمومي ونقل التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية بمركز المدينة، وتحسين الخدمات الصحية بقاعات العلاج والعيادات ومعالجة أزمة تذبذب مياه الشرب، وغيرها من المطالب الأخرى التي نقلها مواطنو قرى تولموت، اث خليفة، حدادة، السويقة، توزالين بتعداد 25 قرية مبعثرة في سفوح جبلية، منها قرى متواجدة بحدود بلدية تيجلابين تعاني أكثر بسبب التضاريس كقرية العزلة. المواطنون خلال الوقفة ناشدوا والي الولاية بالتدخل للنظر في طبيعة الانشغالات المطروحة بقرى بلدية بني عمران، التي هي في الحقيقة مطالب قديمة طالب بها السكان منذ سنوات وحتى قبل وجود المجلس الحالي، ورغم التطمينات المقدمة من قبل أعضاء المجلس والوعود الصريحة بتجسيد عدد من المشاريع المستعجلة في إطار المخطط البلدي للتنمية والبرامج القطاعية للولاية المتعلق بتهيئة الطرق الجبلية، إنجاز عدد من الخزانات المائية ومحطات الضخ لدعم شبكة مياه الشرب، ومعالجة بعض من النقاط السوداء المتعلقة بانجراف التربة على مستوى قرية السويقة والقلعة، وكذا انشغالات النفايات المنزلية وربط أحياء سكنية جديدة بالمياه كحي واد الجنان وإصلاح شبكة الإنارة العمومية، وكذا أولويات تهيئة وصيانة المدارس الابتدائية وانجاز مشاريع أقسام التوسعة التي استفادت منها البلدية لصالح مدارس توزالين، غازيباون، مدرسة أولاد بوشو ومدرسة الشهيد سعيد شعلال. يذكر أنّ بلدية بني عمران عانت عدم الاستقرار داخل المجلس المتعدد الاتجاهات الايديولوجية، خاصة في العهدات السابقة، التي أدّت إلى تعطل برامج التنمية المحلية بسبب غياب المداولات وصلت أحيانا الى عدم قدرة المجلس على تمرير والمصادقة على الميزانية البلدية الأساسية، وكلها تبعات ومخلّفات أثّرت سلبا على مسار التنمية المحلية ومهام المجلس البلدي الحالي نتيجة التأخر الذي تعرفه قرى المنطقة في مختلف مجالات الحياة الأساسية، التي كانت اليوم دافعا قويا لاحتجاجات السكان وتحصيل حاصل لسوء التقدير من قبل بعض المنتخبين وتغليب المصالح الشخصية والحزبية على الصالح العام، ومبررات التواجد في المجلس الذي يبقى سببه الأول خدمة المواطن، إضافة إلى انعكسات الظرف الاقتصادي الذي أدى إلى تعليق بعض المشاريع، على غرار قطاع التربية الذي رفع عنه التجميد مؤخرا، دون أن نرفع المسؤولية على رئيس البلدية الحالي المطالب بالتحرك أكثر والمبادرة لمعالجة انشغالات المواطنين في حينها، وعدم ترك الأمور تفلت من بين يديه.