« حتى تبقى الجزائر بلد الأمن والاستقرار»، هذا هو العنوان الذي يلق بإطلاقه على العدد الأخير لمجلة الشرطة. وهو عدد جاء حافلا بمواضيع ثرية تظهر مدى التقدم التي بلغته في مقارعة الواقع المتغير ورصد الجديد في مسار عصرنة الجهاز الشرطي وتطوره في محاربة كل أشكال الجريمة. معادلة الأمن والاستقرار التي تنشدها المجلة المعتمدة على طاقم تحرير يحمل مؤهلات معرفية جديرة بالإشادة بها وتسجيلها بتمعن دون تركها تمر مرور الكرام، تبرز جانبا مهما في الوظيفة الإعلامية التي تؤدى باحترافية عالية. من هذه الزاوية تكمن الإجابة على السؤال الكبير لماذا اهتمت المجلة بالأخبار المغلوطة fake news في هذا الظرف الحساس الذي تمر به الجزائر؟ وكيف سخرت أقلاما لها وزنها في إثراء هذا الملف الذي يأتي في وقته، في زمن طغى فيه الإعلام الموازي او «التايوان»، كما يصطلح عليه ،على كل شيء وتماديه في نشر مغالطات والترويج لمعلومات ما انزل الله بها من سلطان. جاء ملف «الاخبار المغلوطة» متنوعا ، زاده ثراءا وتناغما كتابات مسئولين إعلاميين وفقهاء اتصال لهم مكانتهم في القطاع، كلهم اجمعوا على أن هذه الظاهرة هي مشكلة القرن .وقد توسعت أمام زخم انتشار شبكات التواصل وتطور تقنيات الاتصال مكسرة ابجديات الكتابة الصحفية ،قواعد فنيات التحرير وأخلاقيات المهنة ومسؤولية الضمير التي تفرض التحري والتدقيق قبل نشر أي شيء. من هنا ،جاء التعريف الدقيق لمعنى «الأخبار المضللة»،بحسب الأساتذة اهل الاختصاص ،قائلين:» «ان فايك نيوز»، هو استخدام مضلل للمعلومة بهدف وضع مسألة او شخص ما في إطار معين». وذكر آخرون، أن الأخبار المضللة التي تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعيدا عن هيئات الضبط والمراقبة المهنية، غايتها إلحاق الضرر بجهاز، او كيان او شخص لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية. وهي تستخدم سواء لجلب القراء او المشاهدين بكثرة تعتمد عليها لكسب عائدات اشهارية على حساب الصدق والمصداقية. وترى المجلة أن هذه الأخبار المغلوطة، تحتم رفع مستوى الاحترافية والمهنية لأجل أبطال مفعولة وجعلها محل شك دوما ولا مصداقية. والحل في نظر آهل الاختصاص، يكمن في تجند الصحفي المحترف إلى أقصى درجة وتحليه بالموضوعية في سرد الأحداث والوقائع دون القبول بأي معلومة ترد إليه.ذلك أن أداء الصحفي المحترف لا ينبغي بأي حال من الأحوال ان يتساوى مع سلوك المواطن البسيط الذي بات ينشا صحيفته وموقعه تحت تسمية متعددة ويتمادى في نشر المغالطات وتحاليل غير مؤسسة ضاربا عرض الحائط القواعد الأساسية التي تبنى عليها الصحافة وتناضل من اجل إعلاء شانها وعدم المساس بمصداقيتها والتضحية في سبيل إظهار الحقيقة كاملة مهما كانت التحديات والأخطار.