سجّلت تكاليف العلاج لدى الأطباء وجراحي الأسنان ارتفاعا محسوسا خلال الآونة الأخيرة، حيث قفزت أسعار قلع الأسنان من 600 دج إلى 1000دج، فيما بلغت أسعار قلع الجذور إلى 3 بآلاف دينار. أما بالنسبة للعلاج البسيط عن طريق الحشو فانتقل من 1200دج إلى ألفي دينار. ويرجع الأطباء وجراحي الأسنان هذا الارتفاع بالدرجة الأولى إلى رفع الدولة دعمها للمواد الأولية المستخدمة في التداوي والتركيب التي يتم استيرادها من الخارج حسب الدكتور عبد سمير اخصائي في جراحة الأسنان حيث بلغت تكلفة العلاج البسيط بالحشو إلى 2200 دج، مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام شروط النظافة من الحقن ذات الاستعمال الأحادي، المخدر والقفازات التي يعتبر استخدامها اجباريا إلاّ أن أغلب الممارسين يعرضون انفسهم إلى خطر انتقال العدوى الأمراض الخطيرة كالتهاب الكبد الفيروسي الذي ينتقل عبر لعاب المريض والسيدا لعمله بأيد مكشوفة. وأوضح ذات المتحدث أنه بالرغم من قيام أطباء وجراحي الأسنان برفع اسعارهم، إلا أن الزيادات بعيدة كل البعد عن الاسعار الحقيقية، سيما وأن الطبيب المعالج لا يحتسب مخاطر التعرض للأمراض الخطيرة المتنقلة أثناء قيامه بعمله، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تصل قيمة إتلاف جذور الاسنان إلى 5 آلاف دينار مع توفير كافة المواد اللازمة من الإبر المعقمة. وعند سؤالنا عن الاسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، أكد الطبيب أن أجرة علاج الأسنان كأي مهنة لم تعدل منذ سنوات فيما تم ّتعديل الرواتب والأجور في القطاعات الأخرى، مشيرا إلى أن هذه الزيادة كانت يجب أن تتم قبل فترة، كما أنها جاءت في ظلّ الغلاء الفاحش للمعيشة والتي اضطرت الجراحين إلى رفعها كما لفت الطبيب أن الزيادة في حدها الأدنى ليست كبيرة ولا تشكل عبئا على المواطن، موضحا أنه لا يمكن مقارنة ما يتقاضاه طبيب الأسنان بمداخيل اصحاب المهن الأخرى، ومن بينهم الموظفون في القطاع العام وعن سرّ التباين في الأسعار أو التسعيرة من طبيب إلى طبيب من عيادة خاصة إلى آخرى أكد لنا الدكتور سمير أن تباين الأسعار راجع أولا إلى الموقع الجغرافي للعيادة ومستوى جشع أو قناعة الجراح في ظل الفوضى التي فرضها فراغ قانوني وغياب مرجعية تؤطر تسعيرة العلاج الطبي في العيادات الخاصة، وكذا انعدام الضمير المهني لدى الكثير من الأطباء، مما حوّل الكثير منهم إلى مجرد تجار في عالم الطب والصحة. ما انعكس سلبا على المواطنين الذين يتردّدون في اللجوء إلى العيادات الخاصة نظرا لارتفاع تسعيرة العلاج، هذا ماصرح لنا به ب رشيد الذي عجز عن فهم الاسباب الحقيقية التي دفعت بالعديد من الأطباء وجراحي الأسنان إلى رفع تسعيرة فحوصاتهم منذ بداية السنة الجارية بنسبة تصل إلى 100٪ دون سابق إنذار، الأمر الذي خلق تباينا في الأسعار من عيادة إلى عيادة ومن منطقة إلى أخرى وأحيانا من حي إلى حي قال لنا رشيد الذي التقينا به في عيادة الطبيب أنه ذهب في بادىء الأمر إلى عيادة جراح للأسنان بالقبة أين طلب منه دفع 9000 دج مقابل تركيب السن، في حين طلب منه صاحب العيادة الثانية 6000 دج أي بفارق 3000 دج، وهو ما يدفع للتساؤل عن سر التباين في الأسعار وإلى أي قاعدة يخضع.