عرفت نهاية مباراة الجولة السادسة عشرة من البطولة الوطنية الرابطة المحترفة الأولى التي جمعت إتحاد الحراش بمولودية وهران أحداثا مؤسفة، إذ لم يتقبل الكواسر هزيمة فريقهم على أرضه في أول لقاء له في مرحلة الإياب ولم يكونوا راضين عن الآداء الذي قدمه لاعبوهم. فقاموا باقتحام غرف تغيير الملابس وحاصروا اللاعبين والطاقم الفني. كما بالغوا في شتمهم وحاولوا الاعتداء عليهم ما أثر كثيرا في اللاعبين الذين صدموا من تصرف الأنصار الذي لم يكن ينتظر بتاتا أن يصل إلى هذه الدرجة، فلو لا تدخل عناصر الأمن التي أخرجت المناصرين لكانت الأمور مؤسفة بملعب المحمدية، ليخرج اللاعبون بصعوبة بالغة من الملعب وتحت حراسة مشددة من رجال الأمن. ويعد هذا رابع تعثر للإتحاد على أرضه بعد انهزامه أمام كل من جمعية الشلف ووداد تلمسان، إضافة إلى تعثره أمام الجار إتحاد العاصمة بملعب 5 جويلية وكان الحراشيون هم من يستقبل في تلك المباراة. كما يبدو أن تشكيلة الصفراء فقدت توازنها مؤخرا بشكل محير، فبعد أن بدأت الموسم بقوة واحتلت المراتب الأولى تراجعت في هذه الجولة للمرتبة الثامنة برصيد 23 نقطة، لتبدأ في إثارة مخاوف جماهيرها التي طالما انتظرت منها الكثير ولتكثر التساؤلات عن مصير هذا الفريق في بقية مشواره في الكأس والبطولة، إذ تنتظره مباريات قوية في الجولات المقبلة على غرار «الداربي» الذي سيجمعه بإتحاد العاصمة والذي سيغيب عنه الثلاثي زيان شريف المصاب، بونجاح ودمو الذي خرج ببطاقة الحمراء بعد احتجاجه على الحكم. هنا يجدر بالمدرب بوعلام شارف مراجعة حساباته وايجاد حلول سريعة لوضعية فريقه قبل أن تزداد سوءا، خاصة من الجانب البسيكولوجي، بما أن معظم لاعبيه شباب يفتقرون للخبرة والتجربة ولا يجيدون التعامل مع مثل هذه الظروف الصعبة، فقد كان واضحا عليهم التأثر بعدما حدث لهم في نهاية المباراة لذا على الطاقم الفني أن يعرف كيف يعيد لهم الثقة والتفاؤل. من جهة أخرى، يتوجب على الإدارة أيضا بذل مجهودات إضافية لتحفيز اللاعبين، خاصة من الجانب المادي الذي بدأ اللاعبون بالتذمر منه، فلم يستلموا كل مستحقاتهم إلى حد الآن، إضافة إلى أن العايب لا يمنحهم الكثير من المنح. ليبقى الكواسر في حالة ترقب متسائلين عما ستكون ردة فعل لاعبيهم ومدربهم في الاستحقاقات القادمة.