سيدخل حيز العمل الاتفاق الجزائري الأمريكي لاستخدام البيوتكنولوجيا في الصناعة الصيدلانية شهر جوان المقبل، في الإطار تجسيد المشروع الكبير المتمثل في إقامة ثالث قطب في العالم في مجال الصناعة الصيدلانية بالجزائر في آفاق 2020 ، ومن المنتظر قدوم وفد من رجال الأعمال من أمريكا إلى الجزائر في شهر مارس المقبل، لبحث سبل الاستثمار في هذا القطاع، حسب ما أعلنه رئيس منتدى الأعمال الجزائري الأمريكي إسماعيل شيخون. سيسمح هذا الاتفاق كما أوضح أمس إسماعيل شيخون في حصة ''ضيف التحرير'' للقناة الثالثة، من تطوير الأبحاث في مجال صناعة الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة و الخطيرة كالسرطان عن طريق خطة عمل تمتد لغاية 2020، الموعد المنتظر لانطلاق عمل هذا القطب الصناعي الذي سيكون مماثل لقطبي سنغافورة ودبلان، كاشفا ان الجزائر ستستفيد من 10 ملايير دولار ما يعادل 10 بالمائة من قيمة التمويل لهذا النوع من المشاريع عبر العالم. و أعلن في سياق متصل عن تجهيز 20 مركز لمكافحة السرطان من قبل المخابر الأمريكية، التي ستقدم خبرتها لتكوين المشرفين على استعمال هذه الأجهزة بمجرد دخول البروتوكول الخاص بهذا الشأن حيز التطبيق شهر مارس المقبل. وأضاف شيخون مؤكدا أن الطرف الأمريكي يرى أن الجزائر لها الإمكانيات اللازمة لتجسيد هذا المشروع الضخم، و الذي يسمح لها في المدى المتوسط بان تغطي احتياجات إفريقيا من المواد الصيدلانية، مشيرا إلى أن السلطات ستقوم بتعديل بعض مواد القانون، بعد التحفظات التي أبداها أصحاب المخابر الأمريكية حول العراقيل التي ما تزال حسبهم تعيق الاستثمارات في الجزائر مطالبين بمزيد من التسهيلات، و ذلك خلال مشاركتهم في ''الفوروم الجزائري - الامريكي'' جوان 2011 الذي غطته ''الشعب''، حتى تصير مطابقة لتلك المعمول بها في القطبين المذكورين. وسيسمح القطب الصناعي في الإنتاج الصيدلاني كما ذكر من جذب المخابر والكفاءات في مجال البحث، مبرزا بان أكثر من 30 ألف باحث سيعملون في هذا القطب على مدى السنوات الثمانية المقبلة، لتطوير جزيئات جديدة لصناعة الأدوية خاصة في ما يتعلق بأمراض العصر كالسرطان. للإشارة فان عدة مخابر أمريكية تتواجد في الجزائر و تستثمر في سوق الأدوية، و تسعى حاليا إلى توسيعه استماراتها كما هو الحال بالنسبة لمخبر فايزر الذي ينوي لبلوغ 45 وحدة بواسطة الكفاءات الجزائرية. يتم خلال الشهر القادم تجهيز 20 مركز لمكافحة السرطان، معلنا عن زيارة مرتقبة لوفد من رجال أعمال أمريكيين في إطار تطبيق المشروع المشترك، مؤكد انه سيتم تكوين الأطباء المختصين و أعوان السلك شبه الطبي للعمل الذين يستعملون الأجهزة المتطورة التي تزود بها هذه المراكز، سواء بإرسالهم إلى أمريكا أو باستقدام مختصين إلى الجزائر. و كان قد أكد الجانب الأمريكي خلال فوروم الصحة الجزائري الأمريكي المنظم في جوان 2011، و الذي توج بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الصحة و السكان و المستشفيات و المجمعات الصيدلانية، أن كل الظروف و العوامل متوفرة لدى الجزائر لتصبح قطبا للأبحاث و الصناعات الصيدلانية بإفريقيا و الشرق الأوسط، على غرار سنغافورة بآسيا، و ايرلندا بأوروبا، و المتوقع أن يكون تجسيد هذا المشروع في بمدينة سيدي عبد الله غرب العاصمة. ستستفيد الجزائر بموجب هذا الاتفاق كما أفاد شيخون، من استثمارات أمريكية في مجال البحث و تطوير الصناعة الصيدلانية، علما أن الولاياتالمتحدة تنفق سنويا ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويا في مجال البحث يمكن للجزائر أن تستفيد بنسبة لا تقل عن 10 بالمائة من قيمة هذا التمويل ما يعادل 10 مليار دولار لإقامة ثالث قطب في العالم في البيوتكنولوجا، بالإضافة إلى استفادتها المباشرة من تكوين الجامعيين و الصيادلة، و نقل التكنولوجيا، و الخبرة الامريكية في هذا المجال. والجدير بالذكر فان الوزيرة الأمريكية المكلفة بالصحة قد أكدت لدى لقائها بوزير الصحة ولد عباس الذي زار الولاياتالمتحدة شهر سبتمبر 2011 على رغبة بلادها في إرساء شراكة تعود بالفائدة على البلدين لاسيما في مجال البيوتكنولوجيا.