تسير الأقطاب السكنية في الجزائر بوتيرة متسارعة وفق التزام الوزارة بتسليم المشاريع في آجالها المحددة في دفتر الشروط، إلا أن مشكل غياب التجهيزات والمرافق التربوية يطرح على مستوى 80٪ من الأحياء الجديدة التي تفتقر للدراسة الاستشرافية والالتزام ب «مخطط الكتلة» الشامل. قال الناطق الرسمي باسم جمعية المقاولين الجزائريين عيظ موسى في تصريح ل»الشعب»، إن أغلب المشاريع السكنية الجديدة تفتقر للهياكل والتجهيزات العمومية وهذا بالرغم من تأكيدات الوزارة على تحسين النوعية المنصوص عليها في دفتر الشروط، لكن يبقى الغياب الكلي للمرافق والخدمات يؤرق المواطنين بكل من البرواقية، سيدي عبد الله وعين المالحة وغيرها من المناطق عبر ولايات الوطن. ويرجع الإشكال - بحسبه - إلى عدم تقدير الأمور مسبقا وغياب دراسة استشرافية للمشاريع الكبرى قيد الإنجاز، التي من المفروض أن تكون مكتملة من جميع النواحي، أي إنجاز السكنات والتجهيزات التربوية بنفس الوتيرة. غير أن الواقع عكس ذلك، خاصة وأن أغلب المقاولات المشرفة على المشاريع تتقدم في إنجاز السكنات بشكل كبير دون إعطائها الضوء الأخضر لإنجاز المرافق التربوية وهنا يقع الخلل الذي يدفع ضريبته القاطن الجديد أو التلميذ بدرجة أكبر. واستغرب عيظ موسى، الوضع، كون المكتتب من حقه الاستفادة من سكنات ذات نوعية جيدة مجهزة بجميع المرافق وفقا ل «مخطط الكتلة» أو ما يسمى «مخطط المشاريع السكنية» الذي يعطي صورة كاملة عن السكنات والمرافق المبرمجة والذي يفرض إعادة دراسة المشاريع المبرمجة لعدم الوقوع في نفس الأخطاء السابقة. وما تشهده المشاريع الجديدة راجع للقرارات الارتجالية المتخذة بسبب تقدم أشغال السكنات وتسليم المفاتيح دون إطلاق أشغال إنجاز التجهيزات والمرافق التربوية، ما جعلها تتحول إلى مراقد عمقت معاناة سكانها وأطفالها الذين يقطعون كيلومترات للوصول إلى المدارس وعديد المشاكل يتخبط فيها المرحلون الجدد. وأوضح المتحدث، أن العودة إلى «مخطط الكتلة» يعني الالتزام بما جاء في مخطط بناء المشروع، الذي يسير وفق نقاط لا يمكن تجاوزها، على غرار الإمداد بالغاز الطبيعي ل100 ساكن، في حين زيادة عدد السكنات يوقع الحي في خلل ويضع الشركة في عائق كبير، على غرار المؤسسات التعليمية ومشكل تأخر الإنجاز الناجم عادة عن تأخر الانطلاق في الأشغال. وأكدت الجمعية، أنها قدمت مقترحات سنة 2018 لوزارة السكن لإنجاز التجهيزات والمرافق التربوية بالمجمعات الجديدة، خاصة وأن مقاولين جزائريين أنجزوا في ولاية معسكر مجمعا مدرسيا يحوي 16 قاعة في ظرف قياسي وهو 4 أشهر، مبدية استعدادها لاستلام مشاريع أخرى وتدارك العجز المسجل في بعض المواقع في حال تسوية مشاكل المقاولين.