تطرّق السيد زقنون أحمد مدير التكوين المهني لولاية الجزائر في تصريح ل “الشعب”، بمناسبة الدخول التكويني المهني في دورته الثانية لسنة 2011 2012، إلى العديد من القضايا التي تهمّ قطاع التكوين، نذكر منها الإقبال الكبير للشباب الجزائري على التحصيل العلمي التطبيقي، والتخصصات المتنوعة التي تستجيب للطلب الاقتصادي الوطني ❊ »الشعب«: ما هي مميّزات الدخول المهني والتعليمي للدورة الثانية 2011 2012؟ ❊❊ السيد زقنون أحمد: لقد تمّ تسجيل خلال هذه الدورة 8257 مترشح على مستوى مؤسسات ومعاهد التكوين المهني لولاية الجزائر العاصمة، 4033 من الإناث و4243 ذكور، هذه الفئة التي تكوّن نسبة معتبرة من طاقات التكوين بالعاصمة. ويمكن التأكيد هنا على أنّ مراكز التكوين تحظى بإقبال كبير نظرا لأهميتها المتزايدة، ما يعني أن الشاب الجزائري بات أكثر وعيا ممّا كان عليه من قبل، ويدرك تماما ما هو الأنسب إليه لشقّ حياة ناجحة مستقرة مفعمة بالرفاهية. ولعلّ أهم ما سيميّز هذه الدورة ولأول مرة في تاريخ القطاع، تزامنها وانطلاق الأولمبياد الوطني للمهن، والتي ننتظر أن تفتح آفاقا جديدة للشباب، حيث سيشارك فيها 350 متربص في ما يقارب أكثر من 40 تخصصا، وستجرى المنافسات في 5 مواقع داخل مراكز التكوين المهني بكل من الحراش، الرويبة والكاليتوس، وستمكّن هذه المنافسة من استفادة المتربّصين الجدد بتجربة زملائهم، كما تعطيهم الرغبة في المشاركة فيها مستقبلا. ❊ ما هي أهم التخصصات التي يختارها الشباب؟ ❊❊ الشاب اليوم يعرف ويميّز بين التخصصات التي تمكّنه من الولوج إلى عالم الشغل بسرعة، والنجاح في مجال العمل الذي يختاره بعد اطّلاعه على حالة السوق الوطني وما تحتاج إليه من تخصصات، لذلك نجد أنّ الكثير من الشباب يختارون التكوين في بعض التخصصات التي لها علاقة بالبناء والأشغال العمومية، باعتبار أنّ الجزائر تعرف ورشة كبيرة لهذين القطاعين، نذكر منها التلحيم الترصيص، التجهيز الصحي والغازي والبناء. ولدينا تخصّصات أخرى يرتاد إليها الشباب كثيرا، ألا وهي الفندقة، مرشدين سياحيين، وكذا تخصصات خاصة بمجال البناء كالكهرباء المعمارية، التبليط، القولبة، التسليح، الرسم والإسقاط في البناءات الهندسة المعمارية. ❊ على ماذا ستركّزون خلال هذه الدورة؟ ❊❊ سنركّز في هذه الدورة على الفئة الشبانية التي ليس لها مستوى، حيث تمّ تقرير على مستوى الدائرة الوزارية تخفيض شرط المستوى الدراسي من السنة الرابعة متوسط إلى مستوى معرفة القراءة والمتابعة لبعض التخصصات، وهذا ما يعكس الجهد والتجاوب اللذين تنتهجهما الوزارة حتى يغطّي أكبر قدر من الفرص أمام الشباب الجزائري، وقد تمّ الشروع في العمل بهذا التوجه، حيث فتحت 80 تخصصا خاصة لهذه الفئة أين يجد المترشّحون كافة التفاصيل بهذا الشأن على مستوى مراكز التكوين المهني. كما أنّ مديرية التكوين تعمل كل ما في وسعها من أجل إدماج هذه الفئة وعدم تركها للشارع،وانتهاج طرق أخرى تؤد]ي بهم إلى الهلاك. ❊ ما تفسيركم للإقبال والاهتمام المتزايد بالتكوين المهني في الفترة الأخيرة؟ ❊❊ لقد عرف هذا القطاع تطورات ملحوظة مسّت كل المجالات بعد الأهمية القصوى التي أولاها رئيس الجمهورية، والاهتمام الآن ينصب على العدد الكبير لفئة الشباب التي تمثل 75 بالمائة من إجمالي عدد السكان بالوطن، ما استدعي بذل المزيد من الجهد لكي يستقبل الشباب في ظروف جيدة، حيث تمّ رفع عدد مراكز التكوين إلى 75 مؤسسة تكوينية ما بين معاهد، مراكز وملحقات، فضلا عن ثلاثة معاهد توجد في طور الانجاز خاصة بالفندقة، والزراعة والتكنولوجيات الجديدة للإعلام. وتبين هذه المجهودات أنّ قطاع التكوين يسعى قدر الإمكان إلى ضمان أكبر قدر من النجاح للمتربّصين في عالم الشغل. مؤسساتنا التكوينية مجهّزة كما ينبغي بالتجهيزات الضرورية الحديثة التي تستجيب لمتطلبات العصر، فاهتمامنا بمسألة التجهيزات وورشات التكوين لا يقلّ في شيء عن اهتمامنا بالمعارف اللازمة لمواجهة المستقبل، والقطاع على مستوى العاصمة لا يعرف مشاكل كبيرة في هذه النقطة، وهذا كلّه في محاولة منّا لإعطاء الفكرة الكاملة لأبنائنا في التّحصيل المعرفي. ❊ إلى أيّ مدى تستجيب البرامج التكوينية المسطّرة على مستوى مديريّتكم ومتطلبات سوق العمل؟ ❊❊ التخصصات التي نعطيها اليوم على المستوى الوطني عرفت إصلاحات كبيرة، حيث قامت الوزارة بمراجعة كل الجوانب الخاصة بهذا الأمر، وذلك بمشاركة متعاملين اقتصاديين من أجل تسطير برامج تتكيف ومتطلبات سوق العمل ومدى تكيفها مع المعطيات المستقبلية، التي تتماشى وبرنامج الدولة المسطرة، حيث تمّ إبرام اتفاقيات مع كل وكالات الولاية المكلّفة بالشغل، ونحن اليوم نعرف ما هي التخصصات التي تتوفر فيها مناصب الشغل بوفرة. كما أنّ مديرية التكوين المهني لولاية الجزائر تحاول قدر الإمكان استقطاب كل الشباب الذين لم ينجحوا في دراستهم، حيث تمكّن الشباب غير المتمدرسين للاستفادة من برنامج محو الأمية، والتأهيل المهني في إطار الدخول المهني لدورة فيفري. بالموازاة ستستقبل مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين الشباب المتحصلين على شهادات من القطاع الذين يواجهون مشكل الإدماج المهني قصد الاستفادة من تكوين يمكنهم من الاندماج، ويبعدهم عن الانحراف. ❊ كم هو عدد المتخرّجين الذين تمّ توظيفهم العام الماضي؟ وما هو عدد شهادات التخرج التي تمّ التوقيع عليها على مستوى الولاية؟ ❊❊ هناك الكثير من الشباب الذين تمّ توظيفهم في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين المديرية ووكالات التشغيل، إذ نجد 60 متخرّجا استفاد من قروض وكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر التابع لوزارة التضامن الوطني، حيث تمكّنوا خلالها من خلق مؤسسات مصغرة خاصة بهم. كما تمّ خلق بنك للمعطيات بين المديرية ووكالات التشغيل عند كل دخول مهني، تمّ من خلاها استحداث خلايا المرافقة والتوجيه تضم مستشارين لكل من فضاءات التكوين، وذلك استجابة للمرسوم 11 / 33 الذي ينص على أنّ هذه الخلايا توضع لمرافقة الشباب المتربص قبل وأثناء وبعد التكوين، وينتظر ترسيم هذه الخلايا مباشرة بعد صدور المرسوم من طرف الولاة، كما تمّ الاتفاق على مادة أخرى تنص على البحث على مناصب العمل وخلق مؤسسات مصغرة. أمّا فيما يخص عدد الشهادات التي تمّ التوقيع عليها، فهي تصل حد 30 ألف شهادة سيتم توزيعها على المتخرجين خلال الأيام القليلة المقبلة. ❊ لماذا دورة ثانية؟ ❊❊ لقد عمدت الوزارة إلى تنظيم الدورة الثانية للتسجيل بمراكز التكوين والتعليم المهنيين قصد منح فرصة ثانية لجميع الشباب الذين لم يلتحقوا بالدورة الأولى في أكتوبر، الذين كان لهم الأمل في العودة إلى المدارس، ولم يتحقق لهم ذلك. ❊ كلمة اختتامية. ❊❊ أنصح كل الشباب الذين لم يحالفهم الحظ في الدراسة إلى الالتحاق بمراكز التكوين المهني، واكتساب حرفة تفيدهم في حياتهم خاصة وأنّ برنامج التأهيل المهني مسار تكويني يرمي إلى تقديم تعليم قاعدي من أجل إدماج اجتماعي ومهني لفائدة شباب غير متمدرس تفوق أعمارهم عن 15 سنة.