كانت الساعة 20:9 دقيقة عندما أقلع الترامواي من محطة المعدومين بالرويسو نحو باب الزوار في عملية التشغيل غير التجاري، بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين للوقوف على أحد أكبر انجازات البنى التحتية التي تشهدها العاصمة. وبدأ المسؤول الأول عن قطاع النقل عمار تو فخورا بالانجاز الذي تحقق وصارما مع القائمين على المشروع المتبقي حيث دعاهم إلى الالتزام بالمواعيد واحترام المعايير والمقاييس العالمية والاعتناء بأروقة المعوقين والمساحات الخضراء. وشق الترامواي طريقه من الرويسو (المعدومين) نحو شارع طرابلس بحسين داي حيث أضاف عليه طابعا جماليا مميزا بعد أن تخلص الشارع من الأوحال والغبار الكثيف الذي خلفته مختلف ورشات المشروع على مدار أكثر من 4 سنوات، وتجلى ذلك من خلال تجديد واجهات المحلات. وظهر سكان حسين داي مسرورين باستكمال المشروع واستعملوا هواتفهم النقالة لتصوير الترامواي وهو يعبر المدينة كما توقف الكثير من الفضوليين على حافة سكة القاطرة وهي تسير. انطلق الترامواي والكثير من عمال الورشات يستكملون تعبيد الطريق المحاذي للسكك على مستوى المعبر القريب من المقرية وشركة الأنابيب كما صادفنا عمال يواصلون انجاز قنوات صرف المياه حتى وصلنا إلى الخروبة أين توقف الوزير عند الممرات المخصصة للمعوقين، وتساءل عن الجسر العلوي الذي يربط محطة الترامواي بمحطة الحافلات القريبة من مسلك الخيول بالخروبة هنا تم بناء جسر علوي لتسهيل حركة المواطنين، كما يمكن للمواطن المرور بسهولة لمحطة القطار في صورة تعكس تكامل المشاريع ودقة الدراسات التي أنجزت. ولفت انتباهنا في محطة «لاقلاسيار» حركة المرور الصعبة بسبب تأخر تعبيد الطريق المحاذي للمشروع وبعد اجتياز جسر الحراش زاد السائق في سرعة الترامواي تحت شروحات ممثل شركة «ألستوم» القائمة على المشروع. وتواصل الأمر حتى محطة مختار زرهوني حيث استفسر الوزير عن عملية بيع التذاكر وزار كشكا خاصا بالعملية مسترسلا في مسألة تحديد الأسعار التي دارت حولها أسئلة الصحفيين. التأكد من تجارب السلامة قبل الاستغلال التجاري
رفض أمس وزير النقل عمار تو إعطاء تاريخ محدد للشروع في الاستغلال التجاري لترامواي الجزائر في شطره الثاني الرابط بين حي مختار زرهوني «حي الموز» وحي المعدمين، موضحا بأن هذه المسألة ستتواصل إلى غاية التأكد من جاهزية جميع الأنظمة المتحكمة في «الترامواي» وخاصة المتعلقة بالسلامة والأمن غير أنه لمح الى أن الاستغلال التجاري قد يكون قبل تاريخ 5 جويلية المقبل. وسيتدعم قطاع النقل في العاصمة بالمقطع الثاني لترامواي الجزائر على مسافة 1 . 9 كم، بين حي مختار زرهوني وحي المعدومين (العناصر) وستضمن 26 قاطرة ترامواي نقل المسافرين عبر 16 محطة (حي الموز، معرض الجزائر، الطريق الوطني رقم 24، مفترق الطرق الديار الخمس، بوقرة، المنظر الجميل، جسر الحراش، مستودع المحروقات، الخروبة، طرابلس قرب المقرية، طرابلس محطة المسافرين، طرابلس حمداش، طرابلس المسجد، الثعالبية، المعدومين، مفترق الطرق «المعدومين»). وينتظر من المقطع الثاني من المشروع نقل 60 ألف مسافر يوميا. وباستكمال الشطر الثاني سيصل طول الخط بين برج الكيفان وحي المعدومين 3 . 16 كم تتخلله 28 محطة في انتظار استكمال خط برج الكيفان درڤانة على مسافة 9 . 6 كم الذي تعطل انجازه بسبب إجراءات نزع الملكية وتعويض أصحاب الأراضي كما أن بعض أراضي الوقف زادت من حدة الصعوبات وهو ما جعل وزير النقل يشدد على ضرورة الإسراع في انجاز بقية المشروع للتخلص من أزمة النقل بالعاصمة. وسيصل المشروع في نهايته إلى مسافة 2 . 23 كم ويتوقف الترامواي على مستوى 38 محطة ويضم 8 أقطاب تبادل (مترو، حافلات النقل، قطار، طاكسي، تيليفيريك) ويضمن نقل 50 مليون مسافر سنويا بمعدل 185 ألف مسافر يوميا. وكشفت الوزارة عن نقل 6 ملايين مسافر بين برج الكيفان وحي مختار زرهوني (الشطر الأول للترامواي) منذ 8 ماي 2011 إلى غاية فيفري 2012. 20 بالمائة من المسافرين يتهربون من الدفع التقت «الشعب» قابضين يعملون في مؤسسة ترامواي الجزائر الذين اشتكوا من عقليات بعض المواطنين الذين يتهربون من دفع حقوق المؤسسة والنزول قبل وصول القابض، وكشف أحد القابضين أن أكثر من 20 بالمائة من المسافرين لا يدفعون ثمن تنقلاهم. وقال المتحدث أن الأمر يتطلب تعميم بطاقات الاشتراك وتزويد مختلف الخطوط بمراقبين لردع هذه الفئة من الأفراد التي تتسبب في خسائر كبيرة للمؤسسة. وكشفت وزارة النقل عن مشروع لتوحيد الاشتراكات بين «الميترو» و«الترامواي» لتشجيع المواطن على التخلي عن السيارة ومراعاة القدرة الشرائية لمختلف فئات الشعب للاستفادة من خدمات «الترامواي». وكشف الوزير في هذا السياق أن الاشتراكات ستكون لها مزايا كثيرة ستمكن المواطن من الاستعمال المتواصل لوسائل النقل الحديثة. موضحا بان تجربة «الميترو» في الاشتراكات قد حققت نجاحات كبيرة. وطمأن عمار تو المواطنين بهذا الشأن داعيا إياهم إلى الحفاظ على هذه الانجازات .