تحتضن الجزائر بين شهري أكتوبر ونوفمبرالقادمين قمة مع ايطاليا سيتم من خلالها التوقيع على 17 اتفاقا يشمل مختلف القطاعات والمجالات التي ستعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. كشف وزير الخارجية مراد مدلسي عن تطابق وجهات النظر الجزائرية الايطالية في الكثير من الملفات وخاصة مكافحة الإرهاب الذي يهدد سلامة وأمن واستقرار منطقة الساحل وشمال إفريقيا والمتوسط. وقال الوزير في ندوة صحفية عقدها مع نظيره الايطالي جيوليو تيرزي دي سانتاغاتا أول أمس بمقر الخارجية أن التصدي للجماعات الدموية ليس بالأمر الهين خاصة عندما تكون لوحدك في الميدان، مشيرا إلى الظرف الذي عاشته الجزائر في التسعينات أين كان العالم يتفرج على الجزائر وهي تكافح لوحدها. وأضاف في سياق متصل وفي رد على سؤال حول مصير الرهينتين الايطاليتين المختطفتين في تندوف في الأشهر الماضية أن مجهودات تحريرهم ستتواصل وأن الجزائر لن تتدخر جهدا في إنقاذهم من الإرهابيين من خلال توظيف خبرتها في هذا المجال. ووجه مدلسي رسالة واضحة مفادها أن مكافحة الإرهاب ليس من اختصاص الجزائر لوحدها بل هي مأمورية جماعية تعني جميع دول العالم وفضل التحدث عن التنسيق الإقليمي والجهوي مثلما يجري في الساحل حيث أدت الإستراتيجية المشتركة التي انطلقت منذ سنتين إلى نتائج ايجابية جدا وهو ما يجب أن يفهمه الجميع. واعتبر وزير الخارجية الجزائري عودة الهدوء والاستقرار لليبيا عاملا مهما لدعم وتعزيز الاستقرار بالمنطقة في ظل التطورات التي تعرفها منطقة الساحل . وكشف منشط الندوة الصحفية عن تفهم روما لتحفظات الجزائر من اتفاق الشراكة الأوروبية الذي أبان عن الكثير من النقائص بعد دخوله حيز التنفيذ منذ سبتمبر 2005، ورفض أن تصبح الجزائر خزانا للمواد الأولية بالنسبة لأوروبا دون أن تستفيد من الاستثمارات المباشرة التي تمكنها من إرساء اقتصاد خارج قطاع المحروقات. ودافع مدلسي عن حقوق الجزائر في الاستفادة من سياسة الجوار الأوروبي في ظل الإصلاحات التي تعرفها بلادنا مقدرا موقف ايطاليا بالمشاركة بمراقبين في الاستحقاقات التشريعية المقبلة التي تشهدها الجزائر في 10 ماي المقبل. وفي الشق الاقتصادي كشف مدلسي عن إنشاء مصنع للحديد والصلب بمنطقة بلارة بجيجل من قبل متعاملين ايطاليين وهو مشروع من بين كثير من المشاريع التي تسعى روما لتجسيدها في الجزائر والتي ستمس التكنولوجيات الحديثة والهياكل القاعدية والبناء والصناعات العسكرية بالإضافة إلى رغبة الشركات الايطالية في تجسيد مشاريع البرنامج الخماسي 2010 / 2014 الذي خصصت له الجزائر 283 مليار دولار. إيطاليا ضد تقديم الفدية للإرهابيين من جهته أشاد وزير الخارجية جيوليو تيرزي دي سانتاغاتا، الذي أدى زيارة لبلادنا بالعلاقات الجزائرية الايطالية موضحا بأن القمة المقبلة ستكون فرصة لتطويرها أكثر فأكثر بعد دخول الاتفاقات الجديدة حيز التطبيق. وقال جيوليو أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية في الندوة الصحفية أن مجيئه للجزائر رفقة 10 من مسؤولي كبريات الشركات دليل على رغبة روما في مساعدة الجزائر اقتصاديا خاصة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات المدنية والعسكرية وهذا بعد أن استقرت 180 شركة ايطالية بها. وعاد رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى التعاون في مجال مجموعة 5 + 5 التي ساهمت في تعزيز التعاون الأمني ومكافحة المخاطر التي تهدد المنطقة لاسيما الإرهاب الذي اعتبره أكبر مهدد للاستقرار العالمي. وجدد التزام ايطاليا بالتعاون الدولي كوسيلة للتصدي للمجموعات الدموية وأبدى موقفا صارما تجاه تجريم دفع الفدية حيث كان رد الوزير قاطعا وهذا موازاة على حرص ايطاليا على الحفاظ على حياة الرهائن المختطفين من قبل الجماعات الإرهابية مشيرا إلى أن بان بلاده تسعى جاهدة لتحرير رعاياها المختطفين مؤخرا من قبل أفراد تنظيم ''القاعدة''. ولم يفوت الوزير الفرصة للتنديد بالاعتداء الإرهابي الأخير بولاية تمنراست معبرا عن تضامن ايطاليا ودعمها للجزائر. وأشار جيوليو بان إجراءات ستتخذ على مستوى مصالح الهجرة في الجزائر لتحسين ظروف منح التأشيرات وإلغاء الإجراءات التي تمس بكرامة الجزائريين والمتعلقة بوضع ختم الرفض ومراقبة احترام آجال التأشيرة. بوغرارة حكيم