أوصى المؤتمر العام لليونسكو، في إحدى قراراته، جميع دول الأعضاء بتنظيم احتفالات في 18 و19 ماي لإحياء الذكرى المئوية ل «هو شي منه»، الذي يعتبر تجسيدا ورمزا لكفاح الشعب الفيتنامي الطويل. في هذا السياق، تستعد العديد من البلدان حول العالم للاحتفال بهذا الحدث التاريخي، من خلال المؤتمرات والمحاضرات والمعارض حول هو شي منه، الذي حارب الاستعمار والأمية وحقوق الإنسان إن كان بالسلاح، أو عبر كتابات واضحة وحادة. يرتبط تاريخ فيتنام المعاصرة ارتباطًا وثيقًا بحياة هذا الرجل العظيم، الذي عرفه الشعب والذي لن ينساه، ككل الشخصيات المرموقة الأخرى، التي وضعت قدمها في التراب الجزائري، مثل الجنرال جياب Giap والسيدة نقوين ثي بينهNguyen Thi Binh. هو شي منه، المولود في 19 ماي 1890، كان قد أنمى في نفسه منذ صغره الطموح لمنح شعبه الحرية والسعادة. لهذا، قام بنضال طويل بذهابه إلى المنفى في الخارج، في فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا، بهدف قيادة حملة توعية حقيقية. لكن ثورة أكتوبر فاجأته في سن السابعة والعشرين، وقلبت تماما وجهات نظره حول النضال ووسائل توعية مواطنيه أولا ضمن الحزب الشيوعي والحركة العمالية الفرنسية، كما في تأسيس الاتحاد الاستعماري قبل إنشاء جبهة الاتحاد الوطني. مترئّسا الحزب الشيوعي الفيتنامي، خاض هو شي منه، في عام 1945، نضالًا حقيقيًا، الذي توج في 2 سبتمبر بولادة جمهورية فيتنام، التي أصبح هو شي منه أول رئيس لها في سن 55 عامًا. وكان هذا، للأسف، لفترة قصيرة، لأن الاستعمار الفرنسي كان بالفعل عند باب فيتنام. وكان استئناف النضال هو الذي قاد فيتنام وشعبها إلى النصر التاريخي لديان بيان فو، بعد تسع سنوات من الكفاح. شارك هو شي منه في عام 1954 إلى جانب الحزب الشيوعي الفيتنامي، في بناء الاشتراكية في الشمال وفي النضال من أجل إعادة توحيد البلاد، لأنه كان يقول: «فيتنام واحدة والشعب الفيتنامي واحد». بعد هزيمة الفرنسيين، شنت الولاياتالمتحدة منذ عام 1965 حرب دمار حقيقية ضد شمال فيتنام. وعمل العم هو، طوال كل هذا المسار، على تعزيز وتقوية التضامن مع الشعوب الأخرى، كما أنه ساهم بشكل مهم في مجال الثقافة والآداب والفنون والتعليم. ولقد ترك العديد من الأعمال التي تضم مجالات متنوعة مثل القصائد والروايات والكتابات الصحفية ومثل المنشورات. وبعد سبع سنوات من وفاة هو شي منه، عام 1969، استقلت فيتنام وتم توحيدها بعد سقوط مدينة سايغون والتي منذ ذلك، أطلق عليها إسم هو شي منه. أليس أن الإنسان والوطن واحد، مثلما كان هو شي منه مصمما على تكراره؟