يعود الصالون الدولي للأدوية والتجهيزات الطبية «سيمام 2012» إلى وهران التي تأسس فيها 14 سنة، لعرض آخر ما وصله القطاع من ابتكارات واختراعات تخدم الصحة العمومية أولى الأولويات. وحسب رئيس اللجنة المنظمة، مصطفى شاوش، فإن اختيار وهران للطبعة ال15 من 18 إلى 21 أفريل الجاري جاء وفق دراسة متأنية أخذت في الاعتبار المزايا الكبيرة التي رجحت هذه المسألة دون غيرها. وقال شاوش وهو رئيس «كريزاليد» لاتصال المؤسسة التي تتولى تنظيم الصالون الذي يرعاه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ولد عباس، ويشرف عليه والي وهران، أن اختيار الباهية راجع لموقعها الجيواستراتيجي وتوفرها على فضاءات الإقامة والقواعد الهيكلية، وعدم معايشتها لاكتظاظ مروري مزمن، مثلما هو الحال بالعاصمة التي دأبت على احتضان التظاهرة، بلا انقطاع، تارة، بقصر الثقافة مفدي زكريا، وتارة أخرى بقصر المعارض الصنوبر البحري.. وواصل شاوش في ندوة صحفية نشطها بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالقبة، أن تنظيم الصالون بقصر المؤتمرات بالواجهة البحرية للباهية، أمر مهم للمشاركين وعددهم 219 عارض يمثلون 22 بلدا. ويعرض هؤلاء منتوجاتهم وتجهيزاتهم الطبية والصيدلانية عبر 70 جناح تعد واجهة للمهنيين، في إقامة شراكة، وتجسيد مشاريع تعاون واستثمار. وحسب شاوش في رده على سؤال «الشعب» حول أي موقع تحيله الاستثمار في هذه التظاهرة التي دأب على تنظيمها باستمرار، فإن «سيمام 2012»، تعطي هذه الاجابة للمهنيين الباحثين عن تعزيز مواقعهم في خارطة صناعة الأدوية والمخابر الصيدلانية، دون الإبقاء على تدفق الاستيراد الذي يطغى بثقله على الخزينة، ويمتص أموالا طائلة قدرت ب2 مليار دولار سنويا. وعلى هذا الأساس، جاء تنوع المشاركة في «سيمام»، وتوسيعها بدخول المؤسسات الآسيوية، لاسيما الصينية التي احتلت الآن الريادة ب49 شركة بعدما احتفظت فرنسا بهذه الرتبة لسنوات وحقب. ويكشف هذا كم هي حادة المنافسة في التوافد على «سيمام» الذي لم يعد مجرد تظاهرة تنظم وفق أجندة تمليها المناسبة. ويطالب بها البروتوكول، لكن من أجل عرض آخر المنتوجات الطبية والتجهيزات المستعملة في مختلف مجالات العلاج والكشف الصحي. ولهذا، فرضت المؤسسات الصينية منافسة حادة، مكسرة «المركزية الأوروبية»، والتبعية الجزائرية لها. وجاءت بعدها الشركات الإيطالية ب26 هيئة، والألمانية ب23 مؤسسة والفرنسية في المرتبة الرابعة ب19 مؤسسة وسويسرا ب10 وحدات. والملاحظ في المشاركة الصينية التي تحتل الريادة، أن تأتي في سياق فرض فيه بلد التنين الأصغر نفسه اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا. ولم يعد مجرد عملاق في انتاج الملابس والصناعة الاستهلاكية لكن اقتحم المجالات الرقمية والطبية. وصارت تجهيزاته المصنوعة بنفس المواصفات اليابانية الأمريكية، تنافس غيرها، من خلال الجودة والسعر والكلفة. المهم في «سيمام 2012»، أنه ينظم عبر معرض للمنتوجات الطبية والأدوية، وكذا ورشات مفتوحة للتوقف عند ما وصلته هذه التكنولوجيات التي قرّبت المسافة، وكسّرت الحواجز، وفتحت قنوات مباشرة في التكفل بالإنسان، وعلاج أمراضه، عبر عمليات جراحية من أبعد الأمكنة، وأكثرها تعقيدا.. لكن التكنولوجيات حولت كل مستحيلاتها إلى أمر ممكن وأسهل.