أبرز مراد مدلسي، وزير الخارجية، أهمية العلاقات التي تربط الجزائر بالجامعة العربية، مؤكدا على فحوى التعاون الثنائي الذي ظل على الدوام في الواجهة. ولم يتأثر بأي طارئ وأزمة. وقال الوزير في ندوة صحفية مشتركة، أمس، مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إن الجزائر تحظى دائما بالاحترام، كونها تقدم مساهماتها المالية، وتعرض اقتراحات مستمرة من أجل انجاز مشاريع تعزز الصف العربي ولا تتركه عرضة للاختراقات والتمزيق. وتجتهد في تقديم حلول ممكنة للإصلاح بالجامعة التي لم تتطور بالشكل الكافي الشافي. وتبقى أسيرة ميثاق تجاوزه الزمن. من المقترحات العملية التي وجدت التجاوب وتصدرت توصيات القمة العربية بالجزائر التي وصفت آنذاك بقمة الإصلاح، إنشاء برلمان عربي، وتغيير نظام التصويت. وهناك مشاريع أخرى تنتظر التجسيد، وتخص مشروع »الساتل«، وقال بشأنه الوزير مدلسي أن »الجزائر تأمل أن يخرج المشروع من دائرة الدراسة التي طالت إلى التجسيد العملي. تماما مثلما جرى مع مشروعين سابقين يحملان قيمة لا تقدر بثمن. والمشروعان عرفا التجسيد الفعلي. ويخص مركز الترجمة العربي بالجزائر، ومشروع الذاكرة. وأثنى مدلسي في رده على استفسارات الصحافة عن موقع الجزائر وموقفها من التحولات التي تهز العالم العربي طولا وعرضا، على دور الجامعة التي اعترفت على الدوام بجهود البلد ودوره المحوري في ترتيب الشأن العربي، وإصلاح خلله، حفاظا على استقلالية القرار، وغلق المنافذ أمام محاولات الخارج للسطو عليه، وتوجيهه حسب المصلحة التي تفرضها أجندات أجنبية. وقال إن هذا الجهد الجزائري يقابله تجاوب من الجامعة في مرافقة البلاد نحو انجاح الانتخابات التشريعية في العاشر ماي القادم، من أجلها أوفدت 132 عضو ملاحظ يحتلون ثاني مرتبة بعد بعثة الاتحاد الأوروبي. وذكر الوزير، الذي طمأن بوجود أعضاء القنصلية الجزائرية المختطفين في ڤاوا في وضعية مريحة وحالتهم لا تستدعي القلق، وقرب الافراج عنهم، بحكم اتصالات تمت، بموقف الجزائر من المسألة السورية. وواصل شروحه، بالتذكر أن الجزائر التي تشارك في وفد الجامعة العربية من أجل التوصل إلى مخرج سلمي للبلد العربي، تتمسك دائما بخيار الحل السلمي. وهو حل يتحقق بموقف إطلاق النار، والحيلولة دون اتساع لدائرة العنف، تمهيدا لحوار سوري سوري يؤمن البلد من أي طارئ وانحراف، ويعزز الوحدة الوطنية. من جهته، عبر الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، عن ارتياحه لزيارة الجزائر لأول مرة منذ توليه المنصب. وقال إن الزيارة التي يقوم بها للجزائر، تضمنت محادثات مع مدلسي، في انتظار استقباله من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تحمل قيمة واعتبارا. وقال الأمين العام، إن الجزائر التي تحتل مكانة هامة في الساحة العربية، نزورها ليس فقط لبحث ملفات ساخنة وإدارة أزمات معقدة، كسوريا وفلسطين، بل لاعطاء دفع لكيفية إصلاح جامعة في حاجة إلى تقويم وتجدد وحراك، تماما مثلما تعيشه مختلف جهات العالم العربي الواقع تحت اهتزازات ارتدادية من أجل التغيير، تطالب به شعوب تتطلع للديمقراطية والحكم الراشد. وتحدث العربي مطولا عن مسعى إصلاح الجامعة العربية، أقدم المنظمات وأكثرها تأخرا عن ركب التحول والتجدد. وقال إن هذه المسألة تحتل الأولوية في العمل العربي المشترك، وتتصدر أجندة القمم، ولا توجد دولة واحدة تخالف المسار، وتتحفظ عن الركب. من أجل ذلك، تقرر بالإجماع تكوين لجنة مستقلة من مختلف الكفاءات يترأسها الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي من جل التباحث في كيفيات الإصلاح وأسسها، وتسليم التقرير النهائي في سبتمبر القادم.