إقبال محتشم بسبب عدم إلزامية الامتحان قاعة «للعزل» وحرّاس ببدلات واقية انطلقت، أمس، بالعاصمة امتحانات شهادة التعليم المتوسط للموسم الدراسي 2020/2021 في ظروف استثنائية خاصة بسبب جائحة كورونا، وما خلفته من آثار نفسية على الممتحنين، حيث بدأ التلاميذ في الالتحاق بالمراكز منذ الساعات الأولى حسب ما لاحظته «الشعب» بالعديد من المؤسسات التربوية شرق العاصمة. جاءت امتحانات شهادة التعليم المتوسط لهذه السنة في ظروف استثنائية، أجبرت وزارة التربية الوطنية ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على اعتماد 4 بروتوكولات صحية وقائية صودق عليها من طرف اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي الوباء، بالإضافة إلى تخصيص قاعات «العزل» لإجراء الامتحانات وحراس ببدلات واقية من أجل تفادي انتشار العدوى في الوسط المدرسي. تنظيم محكم وإجراءات صارمة «الشعب» تنقلت إلى بعض مراكز الامتحان شرق العاصمة، حيث كانت الوجهة الأولى متوسطة عمار قندوزي بالمكان الجميل «مديرية الجزائر شرق»، حيث بدأ توافد التلاميذ بشكل محتشم مرفوقين بأوليائهم على المؤسسة في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، في أجواء من الخوف والتوتر للالتحاق بالطور الثانوي وبمعدلات مقبولة بعد أن عجزوا عن الانتقال بمعدل أقل من 9 الذي حددته وزارة التربية الوطنية واقترحته النقابات لانتقال تلاميذ الطور المتوسط إلى مرحلة الثانوي، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تأثير نتيجة امتحان شهادة التعليم المتوسط على التلاميذ المتحصلين على معدل النجاح في الفصلين الأول والثاني من السنة الدراسية. ووسط إجراءات تنظيمية ووقائية، أقبل التلاميذ على المؤسسة التي كانت شبه فارغة، على عكس ما كان يسجل في سنوات سابقة في هكذا موعد، بسبب توافد الممتحنين وأوليائهم في محاولة منهم لتقديم الدعم النفسي قبل اجتياز الامتحانات المصيرية إلا أننا وبعد انتظار طويل أقدم المترشحون بخطوات غير ثابتة ممزوجة بالخوف وعدم الثقة بسبب ما عاشوه، خلال فترة الحجر المنزلي، الذي أجبرهم على تتبع الدروس عن بعد، في حين وجد البعض الآخر في الاعتماد على نفسه الحل للنجاح. عناصر الشرطة بدورها كانت واقفة في مدخل المركز لضمان وتأمين السير العادي للامتحانات ولتنقل التلاميذ والمؤطرين، وكذلك الأمر بالنسبة للحراس الذين وجدناهم بمدخل المؤسسة في مشهد لم نراه من قبل. 4حراس و4 بروتوكولات خصّصت مراكز الامتحانات بالعاصمة 4 مؤطرين في المدخل واحد مخصص للكشف عن الحرارة، الثاني لمنح الكمامة، الطبيب والمساعد، بالإضافة إلى أعوان الشرطة، وسط هذه الإجراءات الوقائية توافد الممتحنون على مراكزهم لاجتياز الشهادة بعد تعب وقلق دام 6 أشهر، حاولوا تدارك التأخير بشتى الطرق والوسائل، في حين أقبل آخرون ممن تحصّلوا على الشهادة والمتأكدين من قدراتهم العلمية على اجتياز الامتحان علّهم يحصلون على نتائج أفضل، ورغم هذا فإنّ المترشحين مقارنة مع عدد الحراس كان قليلا جدا. وأكد الممتحنون قبل التوجه نحو ساحة المركز للإطلاع على خريطة التوجيه للتمكن من التعرف على حجرات الامتحان عزمهم على خوض التحدي من أجل تحقيق النجاح، خاصة في ظل الجائحة التي صعبت عليهم الأمر. وصرح بعض التلاميذ ل»الشعب» أنه رغم الخوف والتوتر فإنهم على استعداد لاجتياز الشهادة، آملين أن تكون أسئلة الامتحان سهلة وفي متناولهم، خاصة أمام الصعوبات الناتجة عن عدم استكمال الموسم. تجنّد الجميع لإنجاح الحدث المصيري أكد رئيس مركز مؤسسة عمار قندوزي الذي رفض الإدلاء باسمه ل «الشعب»، أنه تم توفير كل الوسائل المادية والبشرية لضمان السير الحسن للامتحان، مشيرا إلى تجنّد الجميع لاستقبال التلاميذ وتوجيههم إلى قاعات الامتحان مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لضمان سلامتهم وتقديم تعليمات للجميع لمنع التجمع سواء في الساحة أو في مدخل المؤسسة لتفادي انتشار العدوى. وقال في ذات السياق، أنه إلى جانب الإجراءات الوقائية التي أقرتها وزارة التربية الوطنية خصّص المركز قاعة» للعزل» التي تستقبل التلاميذ المشكوك بإصابتهم بالكورونا وتكون بحراس مرتدين البدلة الوقائية لحمايتهم من العدوى. وصرح المتحدث قائلا :»أنه بغض النظر عن الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد بسبب أزمة كورونا، فإنّ التحضيرات كانت جيدة، حيث سجل حضور الأساتذة المعنيين بالحراسة، بالإضافة إلى المسجلين ضمن القوائم الاحتياطية، وغيرها من التحضيرات التي تشمل العملية الوقائية .» وبإكمالية عمر واضح ببلدية واد السمار، التي عرفت انطلاق الامتحانات وسط خوف وفرحة ورغبة في الانتقال إلى الثانوية، كان الممتحنون وأوليائهم أمام المؤسسة مبكرا لتلافي أي عراقيل، مفضلين القدوم قبل وقت الامتحان لمرافقة أبنائهم من أجل توجييهم إلى قاعاتهم ومعرفة أرقامهم، قبل بداية الامتحان وتقديم الدعم المعنوي لهم. ومازاد من توتر المترشحين الإجراءات التنظيمية الصارمة التي سبقت دخلوهم لقاعات الامتحان، حيث تفاجأ الممتحنون بمؤطر يحمل الكاشف الحراري من الحجم الكبير قبل الدخول إلى ساحة المؤسسة، بالإضافة إلى توزيع الكمامات واستعمال المطهر، تدابير وقائية كثيرة لم يعهدها التلاميذ من قبل في مثل هذا الموعد. أسئلة في المتناول كانت الحصة الأولى لامتحان شهادة التعليم المتوسط مخصّصة للغة العربية، وذلك ابتداء من الساعة 8:30 سا صباحا إلى 10سا و30 دقيقة، حيث أكد التلاميذ الذين تحدثت إليهم «الشعب» أنها عادية وفي المتناول لكن القطيعة لعبت دورها وجعلت الأغلبية ينسون الدروس. وأكد الممتحنون أن أسئلة الامتحان من البرنامج وهذا عادي، لكن غير العادي أن أغلبهم نسي التفاصيل المقدمة في الشرح، خاصة وأن المعروف في أسئلة الشهادات لا تكون دوما مما كتب في الدروس. من جهتهم، أكد بعض الأساتذة الحراس في تصريح ل»الشعب»، أن ردة فعل التلاميذ تعكس مدى سهولة الأسئلة، غيرأن غياب 6 أشهر عن الدراسة ترك أثره على نفسياتهم، وهو ما صرح به أحدهم «أنه ورغم أن الامتحان اختياري غير أن ما عاشه التلاميذ طيلة فترة الحجر المنزلي جعلت الكثيرين يعزفون عن الامتحان «. نفس الأمر ببلدية باب الزوار المعروفة بالعدد الكبير لمتوسطاتها والتلاميذ بسب الكثافة السكانية، سواء من حيث الإقبال المحتشم أو من حيث الإجراءات التنظيمية أو التدابير الوقائية من فيروس كورونا، على غرار متوسطة ابن رشد وابن رشيق المسيلي وفضيلة سعدان وغيرها، كلها كانت في الموعد، إلا أن القاسم المشترك بين كل هذه المؤسسات التربوية المعنية بإجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط كان حضور الحراس وغياب الممتحنين. أما خلال الفترة المسائية امتحن التلاميذ في مواد الحفظ، حيث خصّصت لمادتي التربية الإسلامية والمدنية ومن المقرر الدراسي للفصلين الأول والثاني، على أن يخصّص اليوم الثاني لمادة أساسية وهي الرياضيات التي أثقلت كاهلهم بسبب عدم استكمال المراجعة، ماعدا بعض الساعات البسيطة المخصصة في إطار حصص المراجعة التذكيرية.