راهن عبد المالك سلال وزير الموارد المائية على التسيير الاستراتيجي للمياه لتفعيل عملية مكافحة التصحر والتخفيف من آثار الجفاف، كاشفا أن أكثر من 100 بلد في العالم يقطنه نحو 1 مليار نسمة ومسه شبح التصحر اي ما يعادل ثلثي مساحة القارة الافريقية معنية بالتصحر. إعتبر الوزير سلال خلال الاجتماع التاسع للجنة التوجيه الاستراتيجي لمرصد الصحراء والساحل أن التصحر وتسيير المياه يظلان قضية تنموية بالغة الأهمية على اعتبار أنها رهان بيئي واجتماعي واقتصادي وسياسي في نفس الوقت. وقال سلال أن التسيير المشترك للموارد المائية المشتركة من طرف المرصد يعد رهانا استراتيجيا، يكتسي أهمية بالغة خاصة على صعيد مكافحة التصحر والتخفيف من حدة شبح الجفاف. ووصف وزير الموارد المائية هذا المرصد بالشريك المميز للجزائر، موضحا أن هذه المنظمة تعمل في اطار شراكة شمال جنوب، وجنوب جنوب بهدف بروز فضاء للتشاور العلمي والتقني والمؤسساتي. وأكد سلال أن التصحر يمس كذلك المناطق الواقعة بالقرب من الصحراء حيث أشار الى أنها تمثل 60٪ من الاراضي المنتجة في البلاد والتي تستعمل كدعامة لتربية المواشي أي نحو 18 مليون رأس ويقطنها فوق هذا وذاك أكثر من 4 ملايين نسمة. ومن وجهة أخرى، أشاد حبيب بن يحيى رئيس لجنة التوجيه الاستراتيجي للمرصد والأمين العام لاتحاد المغرب العربي بالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الجزائر لمرصد الصحراء والساحل، وقال أنها تعد من بين الأعضاء الأكثر نشاطا في المنظمة. ويرى بن يحيى أن سنة 2008 شهدت اتخاذ قرارات مهمة بخصوص مستقبل المرصد وبالموازاة مع ذلك عرفت الأسواق العالمية التهابا ملفتا للنظر في المنتجات الزراعية الأولية، بالاضافة الي بروز الأزمة المالية العالمية، واستمرار تفشي الجفاف، وأكد بن يحيى أن كل هذه العوامل تتطلب التوحد ورص الصفوف بهدف التعاون خاصة في قطاع المياه. وما تجدر اليه الاشارة أن هذه الدورة مقرر أن يتم فيها دراسة حصيلة نشاطات المرصد والاستراتيجية التي يجب أن تعدها هذه المنظمة لآفاق عام 2010 الى غاية عام .2020 ويذكر أن المرصد الذي انخرطت فيه الجزائر في سنة 2000 يضم 22 بلدا افريقيا و 5 بلدان أوروبية وهي ألمانيا وكندا وايطاليا وفرنسا وسويسرا. وتسهر هذه المنظمة على عملية دعم البلدان الاعضاء في انتاج وتسيير وتقاسم ونشر المعلومات التي تفيد في تسيير الموارد المائية. أما الأمين التنفيذي للمرصد يوبا سوكونا فقد شدد على ايلاء أهمية للماء نظرا لكونه مصدرا طبيعيا ومؤهلا حقيقيا وجد استراتيجي خاصة في الشق المتعلق بتنمية البلدان.