يستمر التساؤل حول تحديات «التعليم العالي» بسبب أزمة «كورونا»، في وقت لم تجد فيه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وسائل بديلة لاستدراك التأخر الناجم عن وقف الدروس، وتأجيل الدخول سوى الدعوة إلى تبني نظام «التعليم عن بعد» أو ما يسمى ب»الدروس على الخط». في ضوء ذلك التقت «الشعب» بالدكتور منقور قويدر، أستاذ القانون العام بالمركز الجامعي الشهيد أحمد زبانة غليزان، وأوضح «أنّ أهمية التعليم عن بعد، ما كانت لتطرح ضمن أجندة وزارة التعليم العالي بهذا الإصرار، لولا الجائحة، وما كان لها من انعكاسات على مستقبل التعليم العالي؛ الأمر الذي جعل الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة تستقبل توجه وزارة التعليم العالي بنوع من الارتباك وعدم الاستعداد الذي يرد إلى الإقرار المفاجئ وغير المنتظر لهذا النوع من التعليم». وتطرق محدثنا أيضا إلى المسائل التي طرحتها الأسرة الجامعية والمتعلقة أساسا بصعوبة التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني بمفهومها أوسع، موضحا أنها «موضوعية تعيق العملية، كافتقاد شريحة واسعة من الطلبة للأجهزة الإلكترونية الضرورية للعملية، أو تواجد الكثير من أفراد الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة في مناطق سكنية نائية، تفتقد للتغطية بشبكة الأنترنت وتميزها ببطء التدفق في حال تواجدها». وأضاف محدثنا أنّ «الجامعات العالمية، قد وعت أهمية التعليم العالي عن بعد ورقمنته وأخذت به في الظروف العادية، منذ بداية التطور التكنولوجي، ولهذا فإن تكيفها مع معطيات الجائحة كان سلسا ولم تواجه أي صعوبات، وهذا بسبب الاستعدادات المتقدمة للأسرة الجامعية في جميع المجالات، ومن جهة أخرى بسبب التعود على العملية التي باتت وضعا معتادا في التكوين الجامعي المعاصر، وليست وليدة ظرف عابر». وفي سياق متصل، اعتبر الدكتورقويدر، أن» «رهان الجامعة الجزائرية، بعدما أفرزته جائحة كورنا، أصبح يتجلى في ضرورة التوجه نحو رقمنة قطاع التعليم العالي، وتبني نظام التعليم عن بعد في القطاع وتعميمه وتعزيزة ليمتد العمل به حتى بعد زوال الجائحة، وهذا تماشيا مع المعايير العالمية التي أصبحت تحكم جودة ونوعية التعليم العالي». واقترح عدة الشروط لإنجاح هذا المسعى في الأفق القريب، وهي: ضرورة تكوين الأستاذ الجامعي وتمكينه من الكفاءة اللازمة لأداء مهامه التعليمية عن بعد بمختلف الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية، ناهيك عن تكوين الطالب لامتلاك الكفاءة التي تمكنه من تلقي تعليمه الجامعي عن بعد، وتوفير التغطية الكافية بخدمات الأنترنت وتمديدها لكل المناطق النائية وشتى النقاط عبر الوطن، إضافة إلى رقمنة الأرشيف الجامعي ومستودعات المكتبات الجامعية، مع ضرورة إيجاد صيغ وتسهيلات لتمكين أفراد الأسرة الجامعية من اقتناء الوسائل والمعدات الضرورية للانخراط في عملية التكوين عن بعد، كمال قال. وأكد مرة أخرى أنّ «التعليم عن بعد، هو البوابة الوحيدة للجامعة الجزائرية نحو العالمية، وهو بديل يسمح للدولة بتخفيف الكثير من الأعباء التي ستكون حتمية في حال استمرار التعامل بآليات التعليم التقليدي، كما من شأنه أن يساعد فئة عريضة من المجتمع في استكمال تعليمها العالي، وهي الفئة التي لا تسمح لها ظروفها المهنية أو الصحية أو الاجتماعية بالدراسة، وفقا للنمط التقليدي»، وفق تعبيره.