اعتبر، أمس، قادة «تكتل الجزائر الخضراء» أن تشكيلة المجلس الشعبي الوطني الجديد غير مؤهلة لتعديل الدستور، وقالوا أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون للتوافق الوطني وفتح المجال أمام حوار وطني لتشريح ومناقشة كبريات القضايا، وتم التأكيد على أن كتلة «تكتل الجزائر الخضراء» سطرت سلسلة من الأولويات التي ستعكف على إثارتها داخل البرلمان، خلال العهدة البرلمانية الجديدة في صدارتها إصدار لائحة لفتح التحقيق في نتائج الإنتخابات التشريعية، وإعادة تحريك مشروع قانون تجريم الإستعمار. قال أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم في افتتاح اليوم الدراسي للكتلة البرلمانية ل«تكتل الجزائر الخضراء» أنه تم طي ملف عدم المشاركة في الحكومة وهياكل البرلمان بشكل نهائي، معتبرا ما روج من إمكانية استدعاء بعض الوزراء على غرار الوزير غول للمشاركة في الحكومة أنه لا يستبق الامور وفي حالة حدوث ذلك سيتم اتخاذ القرار المناسب. ويعتقد في ذات السياق، أن معركتهم اليوم تكمن في رد الهيبة السياسية وإعادة الإعتبار للوظيفة التشريعية، واغتنم الفرصة ليقدم انتقاداته ومآخذه على تشكيلة البرلمان الجديد حيث ذكر انها بلونين سياسيين فقط بعد انسحاب جميع التشكيلات السياسية من هياكل البرلمان وأبدى تحفظا لأنه يرى أن الربيع الجزائري الذي لا يجب أن يكون استنساخا لأي تجربة عربية لا يمكنه أن يكون ربيعا بلونيين سياسيين فقط، وتأسف بلغته التقييمية أن لا يتسنى للبرلمان من اقتراح سوى مشروع تعديل جزئي لقانون الإنتخابات منذ سنة 1997. ويعتقد أبو جرة أن مهمتهم اليوم بعد تخندقهم في جناح المعارضة تكمن في لعب دور الكاشف للحقيقة، وأوضح في سياق متصل أنه لا يوجد قانون يسمح بإنشاء كتلة للأحرار، وهذا ما يجعل هياكل البرلمان مكونة من حزبي الارندي والأفلان، معتبرا بأن هذا المسار خاطئ مما ينتج عنه حسب رئيس حمس برلمان وصفه بالمنقوص الشرعية ولا يمكن وضع في يده وثيقة الدستور لتعديلها. وكشف سلطاني عن الأولويات التي سيتم طرحها في العهدة البرلمانية الجارية إصدار لائحة تسمح بفتح تحقيق حول نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة ثم مشروع قانون لتجريم الإستعمار وتأتي بعدها أضاف أبوجرة عدة قضايا وملفات سياسية. وتأسف الرجل الأول في «حمس» حسب رؤيته كون البرلمان الجديد غامض والعمل فيه غير واضح، والحكومة أكد يقول جامدة ومثقلة إلى جانب وجود الإقتصاد رهينة للريع البترولي، والجبهة الإجتماعية رغم احتجاجاتها مازالت على وقع الصدمة. والتزم أبو جرة سلطاني من اجل التشبث بالخيار النضالي السلمي والدفع باتجاه التوافق السياسي لأن حسبه التغني بإفتكاك الأغلبية السياسية في إشارة منه لحزب الأفلان ليس حلا بالنسبة إليه لأن الجزائر اليوم أضاف رئيس (حمس) يقول تحتاج إلى من يدفع بها بإتجاه ثقافة وطنية سياسية وبرلمانية وإقتصادية بالتوافق من أجل الوصول إلى توافق وطني وتحرير الساحة السياسية مما اسماه بالمرتهنات، وابدى جاهزيتهم للمشاركة في حوار وطني لطرح كبريات القضايا . وفي رده على سؤال ل«الشعب» حول تحضيراتهم للاستحقاقات المحلية المقبلة أوضح رئيس «حمس» أن قرار المشاركة سيتخذ عقب دورات مجالس الشورى شهر جويلية الداخل. ومن جهته، فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة أكد ان البرلمان المقبل ليس مؤهلا من أجل تعديل الدستور متوقعا ان تكون المرحلة المقبلة للتوافق مادام حسبه مازال عقلاء يمكنهم لعب دور محوري في تجسيد هذا التوافق من أجل تعديل الدستور واستدراك كل ما فات والعودة إلى الشعب لبناء مؤسسات قوية. وصرح ربيعي أن نواب تكتل الأخضر يعدون وحدهم النواب الشرعيون أي كما عبر «نواب حلال» . ورسم ربيعي صورة سوداوية عن الوضع القائم في الجزائر سياسيا واجتماعيا على وجه الخصوص، وأشار إلى أن الحزب الذي حصد الاغلبية لو كان فعلا فاز بها لباركوا له ذلك. في حين حملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح يرى بأنه اليوم لم يعد أي وجود للمعارضة، في ظل تفرج المجتمع المدني محذرا من اتساع رقعة الإحتقان الإجتماعي، وأفاد بأنهم يعيشون احباطات وليس إصلاحات، والفرسان الحقيقيون فرسان تكتل الجزائر الخضراء، متوعدا بفضح أي تجاوزات وانتقاد أي نقائص من خلال البرلمان الجديد.