مركز صحي بدون تجهيزات لعلاج المرضى يطالب أزيد من 10 آلاف ساكن ببلدية بني عيسي التابعة لدائرة بني دوالة الواقعة على بعد حوالي 15 كلم عن مقر عاصمة الولاية تيزي وزو، من السلطات المحلية بضرورة الاسراع في إطلاق المشاريع التي استفادت منها المنطقة بهدف النهوض بالقطاع التنموي، وإنهاء جملة من المشاكل التي عكّرت صفو حياتهم اليومية. فبلدية بني عيسي التي تتضمن ستة قرى: قمون، اغيل بزرو، تغزرث، تالة بونان، ثبرقوقث وثمريغث، رغم قربها من وسط مدينة تيزي وزو ورغم الإمكانيات التي تملكها من اتّساع رقعتها الجغرافية وجمال مناظرها إلاّ أنّ عجلة التنمية بها تسير على قدم وساق، فالعديد من المشاريع التي استفادت منها المنطقة يكتسها الغموض ولم تنطلق بعد فيما المشاريع الاخرى التي انطلقت تشهد تأخرا في تقدم الانجاز. ويعدّ مشكل انعدام العقار العمومي في بلدية بني عيسي عائق حال دون إنجاز العديد من المشاريع التنموية، ومن بينهما المشاريع السكنية التي تعرف غيابا تام عن البلدية إذ لم ينجز بها ولو مشروع سكني واحد لفائدة المواطنين القاطنين، والتي ستساعد على القضاء على مشكل السكن. وحسب ما صرح به رئيس بلدية بني عيسي السيد برشيش بوسعد، فإنّ البلدية تلقّت وعودا بالاستفادة من مشاريع سكنية إلاّ أنّه لا وجود لها في أرض الواقع، حيث لم يتم تحديد حتى الأرضية التي سيتم تشييدها فيه نظرا لكون المنطقة كغيرها من بلديات منطقة القبائل مجمل أراضيها تابعة للخواص. وفي ظل عدم وجود العقار العمومي فإنّ السبيل الوحيد للقضاء على مشكل السكن ببلدية بني عيسي يكمن في الاستفادة من مساعدات البناء الريفي، فما عدده 526 مواطن استفاد من مساعدة لبناء السكنات الريفية، من بينهم 100 إعانة لم يتم توزيعها بعد بسبب بعض العراقيل على غرار النقص في أوراق ملفات المواطنين المودعة لدي مصالح البلدية أو مشاكل أخرى، وجل الإعانات التي تمّت توزّعت قبل سنة 2011 تشهد تقدما سريعا في عملية بناء السكنات والأشغال، وهي العملية التي امتصت الطلب المتزايد على السكنات الأخرى بمختلف أنواعها والتي لا تعرف وجودا بالمنطقة. الغاز الطبيعي حلم يراود سكان المنطقة يعد مشروع ربط بلدية بني عيسي بالغاز الطبيعي حلم يراود سكان المنطقة، فنسبة التغطية بهذه المادة منعدمة، ما جعل السكان يتكبدون معاناة يومية في البحث عن قاروات غاز البوتان سيما في فصل الشتاء، علما أنّ المنطقة تقع في تضاريس جبلية وعرة تتميز بشدة برودتها خاصة عندما تتساقط الثلوج الكثيفة، وغالبا ما تدخلها في عزلة شبه تامة. ويضطر السكان للجوء إلى الاحتطاب لإرضاء طلباتهم اليومية، كما يقدم البعض الآخر إلى جمع الحطب الميت للإيقاد. وفي ظل جملة هذه المشاكل ينتظر السكان الافراج عن مشروع ربط المنطقة بالغاز الطبيعي، الذي من شأنه إنهاء المعاناة المترتبة عن غياب هذه المادة الحيوية. وتحوي منطقة بني عيسي مركز صحي واحد فقط ويفتقر إلى أدنى الامكانيات اللازمة، ما جعل المرضى يكابدون معاناة التنقل الى المراكز الصحية المجاورة للبلدية بهدف العلاج، فالمنطقة تنعدم فيها الهياكل الصحية اللازمة لتوفير الخدمات للمواطنين عبر هذه القرى الجبلية النائية. والأكثر من ذلك فإنّ المركز الصحي الوحيد المتواجد يقدم فقط الخدمات البسيطة على غرار الحقن وتغير الضمادات، ما يجعل المواطنون يلجؤون إلى العيادات الخاصة والتي أثقلت كاهلم بسبب المصاريف والأموال الباهضة التي يدفعونها للظفر بخدمة بسيطة خاصة لذوي الدخل الضعيف. رئيس البلدية أكد عن انطلاق مشروع إنجاز قاعة للعلاج بقرية ثالة بونان سنة 2011، والتي تقدمت بها الأشغال بنسبة 40 بالمائة ساهمت فيه البلدية. ورغم أنّ المشروع يتوقف في كل مرة بسبب نفاذ الغلاف المالي المخصص للمشروع، والذي يحتاج حاليا إلى غلاف مالي آخر يقدر إلى 700 مليون سنتيم حتى تكتمل بها الأشغال، وبهذا فإن السكان ينتظرون بأحرّ من الجمر استلام هذه القاعة المخصصة للعلاج. غياب فضاءات مخصصة للشباب يضطر شباب منطقة بني عيسي على قطع للكيلومترات لبلوغ مراكز التكوين المهني الموجود بالبلديات المجاورة، بسبب افتقار منطقتهم لمراكز للتكوين التي من شأنها أن تسمح للشباب بإجراء تخصصات يضمنون بها مستقبلهم. فرغم المطالب المتكررة من المواطنين بضرورة إنشاء ملحقة لتكوين المهني لفائدة شباب المنطقة إلاّ أنّهم لم يجدوا آذانا صاغية، ولا تتوقف معاناة شباب بني عيسي على هذا الحد فلا تحتوي منطقتهم لا على دار لثقافة ولا على فضاء أو دار للشباب من شأنها أن توفر قاعات للترفيه كي لا ينجر الشباب وراء الآفات الاجتماعية، فسبيلهم الوحيد هو اللجوء إلى المقاهي لقضاء أوقات الفراغ. وتنعدم بكل من قريتي ثمريغث وواغيل بزرو الإنارة العمومية، وهو الأمر الذي يدخل المنطقتين ليلا في ظلام دامس، ويسهل على الجماعات المافيوية التهجم على منازل القرى وسرقتها، وما يثير سخط السكان تنقلهم ليلا لأداء صلاة العشاء إلاّ أنّ ذلك أصبح شبه مستحيل خاصة بالنسبة لكبار السن، كما أن بعض الشباب يتخوفون من التنقل ليلا بسبب الوضع الأمني السائد بالمنطقة، وهو الأمر الذي أثار سخط سكان القريتين المذكورتين سالفا، حيث طالبوا من السلطات المحلية إنهاء الهواجس الناجمة عن عدم الاستفادة من الانارة العمومية.