أعلنت إثيوبيا، أمس السبت، أن عملية الملء الثاني لسد النهضة ستتم في موعدها، مشيرة إلى أنها ستتم في موسم الأمطار المقبل. وأعربت إثيوبيا عن استعدادها لتبادل المعلومات عن ملء السد مع مصر والسودان. شدّد بيان لوزارة الري الإثيوبية على أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الأول، وفقًا للمادة 5 أ من إعلان المبادئ، الذي وقعته الدول الثلاث في عام 2015 والذي سيوّفر فرصة جيّدة لبناء الثقة بين الأطراف. دعا وزير المياه والري والطاقة الأثيوبي الدكتور المهندس سيليشي بيكيلي رسميًا جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية لترشيح مشغلي السدود لتبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار القادمة في إثيوبيا. في الرسالة الموجّهة إلى وزيري شؤون المياه في السودان ومصر، دعا وزير شؤون المياه في إثيوبيا البلدين إلى ترشيح الأشخاص المحوريين مشغلي السدود لتبادل البيانات بين البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالملء الثاني الذي سيستم ما بين جويلية وأوت 2021. أشار وزير المياه والري والطاقة في إثيوبيا إلى التقدم المحرز في بناء سد النهضة وقرب مواسم الأمطار في إثيوبيا، حيث من المقرر الملء الثاني للسد، وأكد على ضرورة العمل معًا على ترتيبات عملية هامة. مخاوف مشروعة هذا وقالت حكومة جنوب السودان، إن «مخاوف الخرطوم من الملء الثاني الأحادي لسد النهضة مشروعة». وطالبت «بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة». يشكل «سهد النهضة العظيم» المبني في شمال غرب إثيوبيا بالقرب من الحدود مع السودان على النيل الأزرق الذي يلتقي بالنيل الأبيض في الخرطوم، مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس له في أفريل 2011. تريد مصر والسودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن تشغيل السد قبل ملئه، لكن إثيوبيا تقول إن هذه العملية جزء لا يتجزأ من بنائه ولا يمكن تأجيلها. يتوقع أن يصبح سد النهضة أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات. كان السودان قد استبعد «الخيار العسكري» بشأن أزمة سد النهضة. ويعتبر السودان ومصر هذا السد الذي يجري بناؤه، تهديدا لمواردهما المائية، وقد حذرا مرارا إثيوبيا التي أكدت، الأربعاء، عزمها على المضي قدما بهذا المشروع رغم الخلاف الحاد. ووجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من القاهرة، الأربعاء، رسالة لإثيوبيا، وقال: «نقول للأشقاء في إثيوبيا أفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأن الخيارات كلها مفتوحة». حذّر السيسي من عواقب مواجهات الدول، مؤكدا أن «التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر».