أكد أمس حبيب يحي الأمين العام للإتحاد المغاربي على ضرورة تكاثف الجهود، وإلى المزيد من التضامن والتشاور والتنسيق المشترك بين دول الاتحاد من أجل التصدي إلى العولمة الإرهابية، وإلى خطر تدبدب الاستقرار الأمني الذي يهدد من كل جهة المنطقة المغاربية وكذا منطقة الساحل والصحراء. وأضاف الأمين العام في مداخلته في افتتاح أشغال مجلس وزراء خارجية إتحاد المغرب العربي المنعقد أمس بفندق الشيراطون أن «هذا الاجتماع يأتي في ظروف استثنائية تتمثل في خضم تطورات متسارعة وتوالي الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المتجددة بالمنطقة والمناطق المحاذية لها» وأوضح المتدخل في ذات السياق أن انعقاد الاجتماع في هذا الوضع الراهن يشكل دلالة عميقة لدى دول المغرب العربي و يعبر عن المصالح المشتركة بينها لتعزيز الأمن والاستقرار والتصدي للأخطار الناجمة عن تفشي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، بما فيها التجارة غير المشروعة للأسلحة والمخدرات والبشر إلى جانب تبيض الأموال بمختلف أشكاله . هذا وركز حبيب يحي على أهمية تعزيز التضامن وتكثيف الجهود والعمل المشترك بين الحكومات والهيئات المختصة في مجال القضايا الأمنية ومحاربة الجريمة المنظمة والحلول دون تفشي خطر الجماعات المسلحة في المنطقة، مضيفا أن التنمية والتطور مرهونين بإستتباب الأمن والاستقرار في منطقة المغرب العربي الكبير». وأكد من جهة أخرى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي على تعزيز التعاون القانوني والقضائي وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين بلدان الإتحاد «مركزا على أهمية تأمين الحدود المشتركة وحمايتها من المخاطر التي أصبحت تؤرق الدول المغاربية وتستنزف قدراتها» . وساند وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني فكرة بناء إستراتيجية إقليمية بين الفضاء المغاربي والفضاءات المحيطة به وخاصة منطقة الساحل والصحراء». وأعتبر عثماني أن تعزيز الجهود لا يمكن له أن يتجسد على أرض الواقع إلا عن طريق دمج المنظور الأمني مع البعد التنموي والبعد الديمقراطي، مؤكدا في ذات السياق على فكرة و ضع أسس تعاون مشترك بين دول الاتحاد مبني على تبادل المعلومات و الخبرات فيما بينها وأيضا مع القوى الوازنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والغرب، إلى جانب التنسيق في مجال محاربة خطر الإرهاب و تهريب الأسلحة والمخدرات و تبيض الأموال. التصدي لانعكاسات خطيرة للوضع في شمال مالي وفي شأن أخر أكد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن الأحداث والاضطرابات الأخيرة التي يشهدها شمال مالى تدعو دول الاتحاد إلى الحيطة والحذر والسهر أكثر من ذي قبل على «استقرار ووحدة هذا البلد، هذا ب مواصلة العمل وتكثيف الجهود لوضع أسس تعاون أمني جدي و فعال بين الدول المغاربية ودول الساحل.» أعتبر وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن «خطورة الوضع الأمني في منطقة الساحل هي بمثابة محاولة لأفغنة المنطقة»، منوها بالمناسبة بوجوب التعاون والمشاركة بين دول المنطقة في التصدي لها عبر تعزيز التنسيق والتعاون المشترك» . وشاطره الرأي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الليبي عاشور بن خيال الذي قال أن الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية مرهون أيضا باستتباب الأمن في منطقة الساحل. ودعا أيضا الوزير الليبي، دول المنطقة إلى «التعاون لوضع مقاربة مغاربية موحدة تكون بمثابة إطار قانوني يرتكز عليه لإقامة تعاون أمني فعال بهدف ضمان الاستقرار في المنطقة». وارتكزت مداخلة وزير خارجية موريتانيا حمادي ولد حمادي إلى جانب التعاون المشترك على الوضع الملغم الذي يستفحل يوما بعد يوم في منطقة الساحل، الوضع الذي أصبح يشكل خطرا على منطقة المغرب العربي برمتها.