صدرت عن دار الخيال لصاحبها رفيق طيبي ترجمة المجموعة الشعرية «غزالة بعد منتصف الليل» للفقيد الشاعر نور الدين عبة، قدمها في حلة بهية نقية الإعلامي والناقد المسرحي علاوة جروة وهبي، حيث تعد هذه الترجمة أول عمل يترجم لإصداراته الشعرية. يضم بين صفحاته المائة، حكاية عشق بين حبيبين فرقت بينهما الثورة، واستطاع الشاعر التوفيق في إيصال صوتهما للأخر من خلال محادثات ثنائية بينه وبين حبيبته أو بطل العمل المخلد وهو جندي في صفوف جيش التحرير، ومن موقعه في الجبل كان يكتب كل ليلة الى حبيبته التي ترد على رسائله. يروي الجندي على لسان الشاعر عبة نورالدين يومياته في الكفاح المسلح ووجوده بين رفاق له في الجبل يتذكر هو من جهته، وتتذكّر هي كذلك تلك اللقاءات ولحظات الحب التي جمعتهما لكن غداة الاستقلال. يكتشف أحد الفلاحين جثتين تحت جذع شجرة جثة رجل شاب وجثة امرأة شابة، ويكون التحقيق الذي تغلقه الشرطة بعد فترة وجيزة، لكن الفلاح اكتشف مسحل ذهبي نقشت عليه هذه الكلمات «من عزيز الى غزالة يقول عبة القصة رواها له فلاح وانه اكتشف كراسة فيها قصائد عزيز وهو ما حاول كتابته وانه يهدي الديوان اليهما يعني الى عزيز وغزالة العاشقين والقتيلين المجهولين». للإشارة، الديوان جاء خاليا من أية مقدمة أو تقديم ماعدا التوطئة التي توسّطت ظهر الغلاف، وكتب فيها المؤلف نورالين عبة «أيام قبل الاستقلال، استقلال الجزائر، اكتشف فلاح تحت شجرة خلف دغر صنوبر جثتي عاشقين شابين مثقوبتين بالرصاص في حالة الفوضى التي كانت فيها الجزائر، تم غلق التحقيق وقال شرطي كان مكلفا به انه لم يتمكن من معرفة الظروف التي وجد فيها الضحيتين وهو لا يتهم أحدا، ورغم ذلك فإن المرأة الشابة كان في ذراعها مسحل ذهبي، وقد كتبت عليه هذه الكلمات دون زخرفة من عزيز الى غزالة الى هذين الميتين المجهولين أهدي هذه المجموعة من اغاني الحب والحرب للثورة الجزائرية». للتذكير، يعتبر الكاتب نور الدين عبة من الأدباء الذين يكتبون باللغة الفرنسية الى جانب كتابته للشعر، فهو أيضا مسرحي عشق الركح والخشبة، وترك بصمته ماثلة مع أبي الفنون إخراجا وتمثيلا، وهو من مواليد مدينة سطيف سنة 1921 وتوفي سنة 1996. ويعتبر الديوان المترجم الى العربية من طرف الاعلامي والناقد المسرحي علاوة جروة وهبي «غزالة بعد منتصف الليل» أول عمل يترجم له العربية، وكل أعماله كتبها بالفرنسية وهي تنتظر ترجمتها، حتى تتمكن المكتبة الوطنية من رصد هذه الأعمال وتفتح شهية الجامعات الجزائرية لدراسة أعماله ضمن أطروحات تخرج الطلبة، فهو ملك الإرث الثقافي الوطني.