احتضنت المكتبة الوطنية نهاية الأسبوع جلسة تكريمية لروح الشاعر جمال عمراني في ذكرى رحيله الثالثة، حيث أعلن بالمناسبة عن إصدار الترجمة الكاملة لأعمال المؤلف بمشاركة كلّ من الشاعرة ربيعة جلطي، الحبيب السائح، عبد الحمان مزيان وجروة علاوة وهبي· وبالمناسبة، كشف أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية، أنّ ترجمة كلّ أعمال جمال عمراني استلزم سنة ونصفا من الجهد لتكون النتيجة أزيد من ألفي صفحة تضمّ كلّ أعمال الكاتب الشعرية والقصصية، معتبرا المبادرة التي أشرفت عليها المكتبة الوطنية في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" التكريم الأمثل للشاعر المجاهد الذي أعيد بترجمة أعماله للعربية إلى بيته الحقيقي· في نفس السياق، أشار الزاوي إلى أنّ جمال عمراني يعدّ من الشخصيات الأكثر شعبية من خلال برامجه الإذاعية في القناة الثالثة للإذاعة الوطنية منذ الستينيات، مؤكّدا على أنّ إصدار أعماله الكاملة باللغة العربية من شأنه تعميق هذه المعرفة وتزويدها بالشق النصي، كما اعتبر مدير المكتبة الوطنية "الترجمة الكاملة لأعمال جمال عمراني" أهمّ كتاب يصدر في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة للثقافة العربية" مؤكّدا بقوله "لا يوجد كتاب صدر في إطار تظاهرة أهمّ من هذا وأنا أعرف تماما ما تمّ إصداره في إطار السنة"، ليعبّر عن تمنياته بأن تلقى أعمال كل الأدباء الجزائريين المفرنسين نفس الفرصة في الترجمة لاسيما أعمال محمد ديب، مولود فرعون وكاتب ياسين·· ومن جهتها، توقّفت الشاعرة ربيعة جلطي عند الصعوبات التي واجهتها في ترجمة قصة "الشاهد" التي كتبها الراحل في 1960، مؤكّدة أنّها فكّرت جديا في التخلي عن العمل لصعوبته، مشيرة إلى أنّ جمال قصة "الشاهد" تكمن في خلوّها من الحقد وكشفها فضاعة الاستعمار وخاصة الجيش· بالمقابل، أكّد الحبيب السائح الذي أشرف على ترجمة ديوان "شمس ليلنا" الذي صدر للشاعر عام 1969، ومسرحية "ليس هناك صدفة" 1973، وكذا ديوان "بين الضرس والذاكرة" 1980، أنّ المشاركة في هذا العمل هو تحقيق لأحد أحلامه، واعتبر السائح مسرحية "ليس هناك صدفة" من أهمّ الأعمال المسرحيات التي حفرت عميقا في الذاكرة الجزائرية، معبّرا عن حزنه العميق في إهمال مثل هذه النصوص الجزائرية والاعتماد على النصوص المقتبسة من الخارج· وفي سياق حديثه، أكّد الحبيب السائح أنّ هذه التجربة سمحت له باكتشاف جمال عمراني من جديد خاصة من خلال ديوانه "بين الضرس والذاكرة" الذي يحمل ترميما للشرخ الموجود بين القراء المعربين والمفرنسين وإعادته لمساره التاريخي، دون أن يخفي هو الآخر الصعوبات التي واجهته في ترجمة العمل لاسيما مع الديوان المذكور لاقترابه من السريالية، وهو "ما جعلني -يقول الكاتب- أكتفي بمحاولة الاقتراب من الصور الشعرية والتجرد من ذاتي والغوض في أعماق جمال عمراني" أمّا عبد الرحمن مزيان الذي تمثّلت مشاركته في ترجمة المجموعات الشعرية "مخيّم اليقين"، " أقصى ما يمكن أن يبلغه نظري"، "النبع الأعلى"، "اليوم"، "إزالة ألغام الذاكرة"، فأكّد هو الآخر أنّ هذه التجربة جعلته يتعلّم الكثير في التاريخ وعلم البحار وعلم الحيوانات ·· من موسوعة تسمى "جمال عمراني"· جروة علاوة وهبي أكّد من جانبه أنّ بداية ترجمته لأعمال عمراني كانت شهرين قبل وفاته لتأتي هذه التجربة وتدعم عمله الذي تمثل في ترجمة مجموعة شعرية "صلصال الصمامة"·