قبل انطلاق اولمبياد لندن بايام ارتأينا اجراء حوار شامل مع رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية السيد رشيد حنيفي للاجابة عن جملة من الاستفسارات التي تشغل الرأي العام الرياضي واستقبلنا السيد حنيفي بمكتبه واجابنا عن أسئلتنا بصدر رحب أين كشف لنا عن آخر المعطيات الخاصة بالوفد الرياضي الذي سيمثل الجزائر في هذه التظاهرة العالمية الضخمة، وعن الظروف التي سيقيم بها، اضافة الى امور اخرى تتعلق بالمنشطات وفضيحة لاعبات كرة الطائرة، وتطرق لنا في ذات السياق الى تأثير شهر رمضان على المشاركين في المنافسة وعدة امور اخرى ستكتشفونها معنا خلال هذا الحوار الشيق. @ الشعب: في البداية كيف تجري التحضيرات اللوجيستيكية للوفد الرياضي في لندن؟ @ حنيفي: التحضيرات تسير في احسن الظروف لأن رئيس الوفد له تجربة وسبق له وان تولى المهمة بسيدني فهو على دراية تامة بما يجب القيام به من اجل توفير الراحة لكل الرياضيين سواء لاعبين او مدربين وحتى الصحفيين المتواجدين هناك. @ هل كان هناك تنسيق مع السفارة الجزائريةبلندن؟ @@ اكيد هناك تنسيق مع السفارة الجزائريةبلندن حيث قدم لنا سعادة السفير كل التسهيلات من اجل ضمان توفير الراحة وهناك امر آخر. @ ماهو ؟ @@ السفارة البريطانية بالجزائر هي الاخرى قدمت لنا تسهيلات كبيرة فيما يخص تأشيرات العبور وغيرها من الامور الادارية وبالتالي فان العمل كان مشترك مع السفير البريطاني الذي تكفل بالمهمة شخصيا وهو مشكور على ذلك ومن هنا يمكن ان نقول بان الامور تسير في الطريق الصحيح ولاتوجد أي عراقيل الى حد الآن. @ بالرجوع الى الوفد المشارك سجلنا تقلص عدد الرياضيين في هذه الطبعة إلى 39 رياضيا مقارنة مع اولمبياد بيكين (69) ماهو السبب؟ @@ في البداية كانت الامور تسير بالشكل الصحيح وكان بالامكان ان يتأهل عدد اكبر من الرياضيين في مختلف الاختصاصات لكن في الدور الاخير تغيّرت المعطيات حيث تم وضع قوانين وطريقة انتقاء جديدة ما جعلنا نفشل في بلوغ الهدف على غرار اقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم ولكرة اليد اضافة الى فصل بعض العدائين بسبب المنشطات وبالتالي فان شروط التأهيل اصبحت صعبة للاتحاديات. @ هل من توضيح أكثر؟ @@ تغيّر المعطيات صعّب من مهمة بعض الاختصاصات الرياضية على غرار الجيدو الذي كنا نعلق عليه امال كبيرة وكذا العاب القوى وكرة اليد ولهذا يجب ان نتقبل الامر الواقع وهذه هي حقيقة المنافسة. @ ألا ترى بان الامر يعود الى الضعف الذي تشهده بعض الاختصاصات؟ @@ ممكن ان نعتبر ذلك صحيح لكن ليس بصفة كبيرة لان الامر يتعلق بحدث عالمي لا يأتي كل سنة وانما كل اربع سنوات ولهذا كانوا قادرين على رفع التحدي وكسب نتائج ايجابية لان كل الظروف كانت مهيأة من اجلهم. @ هل قدمت اللجنة الاولمبية مساعدات مالية للاتحاديات؟ @@ كان علينا ان نقدم الدعم اللوجيستيكي لانه يلعب دور كبير في تحقيق النتائج، كما قمنا بالتنسيق مع السفارتين الجزائرية والانجليزية من اجل تسهيل مهمة الوفد اضافة الى اننا توسطنا لبعض الاتحاديات مع مختلف اللجان الاولمبية العالمية من اجل التنقل الى الخارج والقيام بالتربصات سواء على المدى الطويل او القصير لجميع الفرق الوطنية، في حين اجد بان الدعم المالي هو من اولويات وزارة الشباب والرياضة التي ستتكفل بتغطية كل المصاريف، اما اللجنة الاولمبية ستقدم مكافآة لكل الوفد بعد عودته من لندن. @ ألا تؤثر المشاكل التي طفت مؤخرا على السطح كالمنشطات على معنويات الرياضيين؟ @@ يجب ان اوضح نقطة الذين تورطوا في المنشطات لم يتنقلوا مع الوفد لانه تم اقصاؤهم مبكرا ونحن نتأسف للموضوع لاننا كنا ننتظر منهم الكثير ولهذا المسؤولون والتقنيون اتخذوا الاجراءات اللازمة حتى لا يكون هناك تأثير على بقية الرياضيين. @ وماذا عن موضوع لاعبات المنتخب الوطني لكرة الطائرة؟ @@ لقد وصلتنا الاخبار فيما يخص اللاعبات اللواتي تورطن في عملية سرقة ما ادى الى ابعادهن من الفريق من اجل تفادي اي طارىء وترك القضية للاتحادية التي ستدرس الموضوع قبل اتخاذ الاجراء الاخير لان الامر يتعلق بها بصفة مباشرة وفي هذا الصدد اريد ان اوضح امر @ ماهو تفضل؟ @@ انا شخصيا ارجع مثل هذا التصرف الى غياب التربية في الوسط الرياضي، بعد ان كان المدرب يربي ويكوّن الاجيال، مثلما ماهو الحال في المدرسة تغيّرت الامور واصبحنا نمارس الرياضة فقط من دون النظر الى الجوانب الاجتماعية الاخرى التي من شأنها ان ترفع من مستوى الرياضة بالجزائر وهذه النقطة مهمة وعلينا ان نركز عليها من اجل الحد من خطورة الوضع في زمن بلغت الرياضة في العالم الذروة. @ وماهي الاجراءات التي قامت بها اللجنة الاولمبية؟ هل اصدرت عقوبات في حق هؤلاء الرياضيين؟ @@ الاجراء المتخذ هو الاقصاء من المشاركة في الالعاب الاولمبية في انتظار دراسة الخلفيات التي دفعت بهؤلاء الرياضيين الى القيام بمثل هذا السلوك غير الرياضي وبعدها سنفصل في الموضوع لان الوزارة هي الاخرى مسؤولة وستعاقبهم ولهذا ستعود الى قانون العقوبات من اجل عدم ظلم أي شخص. @ هل هناك رياضات معينة تتوقع ان تحقق نتائج ايجابية؟ @@ لما تكون في الميدان تتغيّر الامور ولهذا افضل ان اترك المدربين والتقنيين يجيبون عن هذا السؤال بحكم قربهم من اللاعبين وهم اكثر دراية مني بالحالة المعنوية والبدنية ومستواهم ككل، لكن يبقى الامل في ثلاثة اختصاصات وارد على غرار الجيدو عن طريق صورية حداد وكذا الملاكمة والعاب القوى. @ لماذا هذه الاختصاصات فقط؟ @@ لانه الواقع وكما سبق وان ذكرت نحن ضعفنا بعض الشيء من الداخل بسبب سياسة التجديد التي لم يتأقلم معها الرياضيون هذا ما اثر على مردودهم بصفة مباشرة. @ كيف تصف لنا المشاركة الجزائرية في هذه الطبعة تزامنا مع الذكرى الخمسين للاستقلال؟ @@ صحيح الحدث جاء في وقت مهم وحساس للجزائر التي تحتفل بخمسينية استقلالها وهي ذكرى عظيمة لنا وهي عيد الشباب ايضا ولهذا يحب ان يكون حافزا كبيرا للرياضيين من اجل تمثيل بلدهم وتشريف الالوان الوطنية مثلما كان عليه الحال في المناسبات الماضية وهذا ما اجمع عليه كل المعنيين بالرياضة في الجزائر. @ ماهي الاجراءات المتخذة للحفاظ على سلامة اللاعبين بما اننا في شهر رمضان والمهمة صعبة لهم؟ @@ اكيد فهو موضوع مهم لانه في شهر رمضان نمتنع عن الاكل والشرب طيلة يوم كامل وبما اننا في شهر الصيف سيؤثر على امكانيات الرياضيين، خاصة المعنيين بالمنافسات المتتابعة، ويمكن ان نتجاوزها عندما تكون مرة في اليوم لكن هناك بعض المواجهات تتطلب بذل مجهود كبير وتحضير في المستوى العالي وبالتالي سيؤثر على صحة اللاعبين والنتيجة على حد سواء لكن الافطار يبقى امرا شخصيا لان بعض العناصر يرفضون الافطار. @ بصفتك طبيبا ما هي النصيحة التي تقدمها لهم؟ @@ اريد ان اوجههم الى انه اذا احسوا بضعف او تراجع مستواهم بان يفطروا حتى لا ينعكس الوضع سلبا على صحة الجسم الذي يتطلب كمية كبيرة من الماء من اجل تفادي الجفاف. @ وكيف تفسر لنا موضوع مواجهة الإسرائيليين الذي اخذ اكبر من حقه؟ @@ (بعد ان تردد في الاجابة).. القضية مع المنافس الاسرائيلي اخذت اكثر من حقها كما اشرتم لكن يجب ان اوضح النقطة لانه اذا كان الامر يتعلق بالدولة الجزائرية وهي ترى بان الامر سياسي هي تعطي الاوامر ونحن نطبق لاننا جزائريون وهذا واجب، في حين اذا عاد الامر الى اللجنة الاولمبية سنحترم القرار وسنتنافس وانتهى. @ هل من كلمة أخيرة؟ شكرا لكم على هذا الحوار واتمنى ان نحقق نتائج ايجابية في هذا الاولمبياد ونعكس التوقعات.