دعت رئيسة جمعية «باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك» بوهران، أمس، بإدراج مرض الداء الباطني المعروف ب « السيلياك» ضمن قائمة الأمراض المزمنة أو تخصيص منحة للمصابين به تساعدهم على اقتناء الأغذية الخالية من الغلوتين. يعد الغذاء الخاص بهذه الفئة والخالي من الغلوتين «باهض الثمن ولا يمكن لعائلة متواضعة تضم مصابين أو ثلاث توفير المنتجات الغذائية الخاصة بهم يوميا»، حسبما أبرزته ل «وأج»، سامية بقدار، على هامش احتفالية نظمتها الجمعية لفائدة الأطفال المصابين بهذا المرض بمناسبة اليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح من جوان من كل سنة. ويصيب مرض السيلياك الجهاز الهضمي كردة فعل على التعرض لمادة الغلوتين الموجودة في القمح والشعير والشوفان، ويهاجم أنسجة الأمعاء الدقيقة، ما يسبب ضررا لبطانة الأمعاء فتعجز عن امتصاص بعض مركبات الغذاء الضرورية مما يتطلب نظام غذائي خاص وحمية خالية من مادة الغلوتين، مع العلم انه لا يوجد علاج دوائي لهذا الداء. ويمكن أن يؤدي الإخلال بهذا النظام الغذائي الخاص بالمريض إلى حالة خطيرة وحتى للعناية المركزة، حسب بقدار. وأشارت الى أن «مساعدة الدولة للمرضى أصبحت ضرورية وخصهم بتأمين للتعايش مع مرضهم المزمن أو بمنحة خاصة عن المرض». ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الفرينة الخالية من الغلوتين إلى 1.000 دج كونها تصنع من مادة الذرى المستوردة، وهو ما ليس في استطاعة كل العائلات توفيره وفقا لنفس المصدر التي أوضحت أن ثمن الخبزة الواحدة صغيرة الحجم يبلغ - إن وجدت - 150 دج. وتمّ إحصاء 4.000 مصابا بهذا الداء على مستوى عيادة طب الأطفال لسيدي البشير بوهران، ويعد هذا العدد «بعيدا عن الواقع بالنظر إلى غياب إحصائيات المؤسسات الاستشفائية الأخرى بالولاية»، وفق بقدار. وتسعى جمعية «باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك» التي تأسّست في فيفري الماضي إلى ضمان التكفل بهذه الفئة طبيا وغذائيا، حيث قامت مؤخرا بتوقيع اتفاقيات مع مؤسسات استشفائية عمومية وعيادات خاصة بوهران لإجراء التحاليل و الفحوصات الطبية، كما يتم العمل على توفير المنتجات الغذائية الخاصة بالمرضى بمساعدة المحسنين. إضافة إلى ذلك سيتم الحرص على العمل على الجانب النفسي للأطفال المصابين بالمرض بمعية أطباء نفسانيين لمساعدتهم على تقبل مرضهم، وتوعيتهم بضرورة الالتزام بالنظام الغذائي الخاص بهم، إضافة إلى تنظيم في فترات مختلفة أنشطة ترفيهية لفائدتهم.